رئيس التحرير
عصام كامل

القبض على «شوبير» في كمين «بهدلة المنتخب»!


قررت عدم الانزلاق وراء حملة الشتائم والهجوم الشديد على المهندس هاني أبو ريدة عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لكرة القدم، بسبب استقرار منتخب مصر في التصنيف الثاني المعتمد للتصفيات الأخيرة المؤهلة للمونديال.. قراري ليس لتبرئة أبو ريدة لأنه بالفعل هو المتورط الأول والحقيقي في "تعشيم" الشعب المصري بأن المنتخب في التصنيف الأول.. وقراري ليس أيضًا لوجود علاقة قوية تربطني بأبو ريدة ولذلك أدافع عنه "عمياني" مثل بعض المستفيدين منه الذين يقاتلون لتجميل صورته على مواقع التواصل الاجتماعي.. فقراري نابع من عقلي رغم غضبي الشديد من أبو ريدة.. فمن خلال متابعة جانب كبير من الشتائم والهجوم على أبو ريدة اكتشفت أن أغلبها تصفية حسابات قديمة ليس لها علاقة بالموضوع نفسه.. ولذلك قررت الابتعاد عن هذه الشبهة.


والابتعاد عن شبهة الهجوم على أبو ريدة لا يمنعني من الحديث عن الموضوع بشكل مختلف من خلال النقاط التالية:

** أعتقد أن الميزة الوحيدة التي كانت يمكن أن تكون موجودة للمنتخب في حالة وجوده بالتصنيف الأول هو الابتعاد عن ملاقاة المنتخب الجزائري بشكل مؤكد.. ليس بسبب قوة المنتخب الجزائري الذي هو قوي بالفعل، ولكن بسبب عدم العودة للذكريات الأليمة الماضية والتي يمكن أن تستغل أفضل استغلال مستقبلاً لو وقع المنتخبان معًا من جديد.

** أي منتخب يرغب في الوصول للمونديال يجب عليه مواجهة أي منتخب وفي أي وقت.. أما التغني أو اللطم بسبب التصنيف فهو دليل على عدم ثقة في المنتخب بالمقارنة بمنتخبات القارة.

** هذه الأزمة أثبتت من جديد فشل الإعلام الرياضي المصري الذي لم يشغل باله بالبحث منذ فترة عن حكاية التصنيف والأرقام والقواعد المعمول بها، واكتفى بسماع تصريحات هاني أبو ريدة ونام في العسل ثم فوجئ بوضع المنتخب في المستوى الثاني.

** طالما تحدثنا عن الإعلام في هذا الموضوع فلا بد أيضًا التأكيد أن كثيرين سيتعمدون عدم التطرق للموضوع بعين النقد لهاني أبو ريدة بحكم الصحبة والعلاقة والمصالح.. فعلى سبيل المثال.. هل يجرؤ أحمد شوبير وسيف زاهر، مقدما برامج في قناتي صدى البلد والحياة، على شن هجوم شديد على أبو ريدة بسبب هذا الموضوع ؟ من المؤكد أنه لن يحدث هذا. 

فشوبير لن يجرؤ وزاهر أيضًا، لن يكون شجاعًا لأسباب كثيرة.. لكن تخيل معي مثلاً لو أن سمير زاهر أو حمادة المصري أو أحمد الطيب، المختلفون مع شوبير حاليًا، هم من أطلق التصريحات النارية طوال الفترة الماضية حول ضمان وقوع مصر في المستوى الأول ثم وقعت مصر في المستوى الثاني.. تخيل بقى شوبير كان ممكن يعمل إيه؟ أكيد كان حيعمل فرح على سبعة أيام!

** وأخيرًا.. إذا كان هاني أبو ريدة هو كبش الفداء في هذا الموضوع، فمن وجهة نظري الإعلام الرياضي هو المسئول الأول عنها أولاً وأخيرًا، لأنه يعتمد على تصريحات لا على حقائق.

وللحديث بقية طالما في العمر بقية..

الجريدة الرسمية