مصر بين دولة السيسى ودولة الجماعة 17
يجب أن يُكتب فى جهل من أُطلق عليهم "ثوار": مُجلدات، وليس فقط مقال. فلقد أثبتوا، أن الجهل هو العدو رقم واحد لمصر، وليس دولة هنا أو هناك!!
فهل تصور هؤلاء، حينما كانوا يُدعمون بمُنظماتهم، أن الولايات المتحدة تريد ديمقراطية لمصر بالفعل؟! هل ظنوا بالفعل أن الديمقراطية بالنسبة للمواطن البسيط، أهم من قوت يومه وأمنه؟! إن ظنوا ذلك، فهم لا يدركون معان كثيرة فى تلك الحياة!!
لقد ظهر منذ الأيام الأول لتلك المدعوة ثورة، ضحالة من يتكلمون عنها فيما يمتلكون من معلومات. فعلى موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، كنت ترى على صفحات "الثوار" ما هو منقول عن بعضهم البعض!! شخص يقول أن من يقف ضد تلك المدعوة "ثورة" يُعانى "مُتلازمة ستوكهولكم" التى يعشق من خلالها الإنسان من يقهره، فيمضى الجميع وراءه مُرددين كالببغاء. وحينما يرُد أحد عليهم، يتعرضون له بالسب لأنهم ضُعفاء، لا يمتلكون الحُجة وما يقولونه ليس كلامهم، حتى أننى سخرت منهم وقلت: إننى أُعانى من "مُتلازمة كفر الدوار"!!
وظهر جهلهم العميق بمصر، حينما اندهشوا لوجود أمثال أبو إسلام وعبد الله بدر ومحمود شعبان الشهير بعبارة "هاتولى راجل"، على الساحة الفجة للمُتاجرين بالدين، رغم أن تلك النماذج كانت متواجدة فى مصر طيلة الوقت.
ولكن لأن هؤلاء شغلوا أنفسهم بأشياء أُخرى غير "مصر الحقيقية" عبر السنوات، كانت المرة الأولى التى يرون فيها هؤلاء على حقيقتهم، وكأنهم هبطوا فجأة من "تنظيرهم خارج المسار الوطني"، ليروا من مُنِحوا الحرية، وهم ينالون من الوطن!! فهل كان يستلزم الأمر، خراب مصر، ليتعرف هؤلاء الشباب على مصر الحقيقية؟!
أليس غريباً أن تحلُم الأغلبية القُصوى من الشعب المصرى اليوم، بأقل مما وجد ليلة 24 يناير؟؟ أليس هذا دليل فشل كل الثوار وثورتهم المصنوعة فى الخارج والمُنفذة بأيديهم بعد أن تدربوا على أيدى من لا يرجون مصلحة مصر؟!
فمع كل هذا، وعندما اكتشفت أن مدير "أكاديمية التغيير" التى دربتهم فى فيينا، هو هشام مرسي، زوج ابنة يوسف القرضاوى الإخواني، لم أندهش على الإطلاق. فهذا مُتماشى كلياً مع ما أراه منذ 28 يناير 2011.
فلقد روج الإخوان بين هؤلاء المُغيبين لفكرة التغيير بناءً على معلومات مشوهة، نشرها على الإنترنت وعبر السنوات بينما يستعدون لثورتهم الثانية، بعد فشل "ثورتهم الأولى، " يوم 6 أكتوبر 1981، عقب اغتيالهم الشهيد السادات.
وحينما تقرأ عمن يتكلم كالببغاء، حول أن أسوأ فترة لحُكم مبارك، هى تلك العشر سنوات الأخيرة، تُدرك أن هؤلاء "حافظين مش فاهمين"، بدليل تقارير البنك الدولي، التى وضعت مصر فى مصاف الدول الصاعدة اقتصادياً، فى سبتمبر 2010.
ولا يُمكن بأى حال من الأحوال مُقارنة أول سنوات حُكم مبارك من حيث الإنجازات، مع ما هو متاح اليوم، إلا لو أننا نريد أن نترصد للرجل، وليس أن نُقيم تجربة من أجل مصر المُستقبل.
فليس هناك إنكاراً للمُعاناة ولا الفساد، ولكن التقييم لا يتم إلا وفقًا للصورة الكاملة. والغريب أن من قام بهذا الحدث، نمى فى عصر مبارك وتعلم فيه، ويريد أن يفرض علينا أشياءً باسم الشعب، بينما يُطالب بالديمقراطية، ليؤكد أنه يقوم بما يرفضه فى المقام الأول!!
إن الجهل هو عدونا الأول بالفعل، وبالذات فى مصاف المُتعلمين أو أنصافهم!!
فلقد إاستُغِلوا ولم تُسرق منهم ثورات، .. وعلى كل حال، فمن يُسرق منه شىء فى وضح النهار، لا يستحق أى وصف غير أنه مُغفل أو جاهل!!
فهل يحمى قانون الحياة المُغفلين؟!
وللحديث بقية ..
والله أكبر والعزة لبلادي،
وتبقى مصر أولاً دولة مدنية