استشاري عظام: «الخلايا الجذعية» العلاج التجديدي الأمثل لـ «خشونة الركبة»
قال الدكتور تامر يحيى، استشاري جراحة العظام والعمود الفقري، إن العلاج التجديدي يعمل على إعادة نمو وتحفيز الأنسجة أو الخلايا أو الأجزاء المتضررة في الجسم، ويتم ذلك عبر استخلاص الخلايا الجذعية من المريض نفسه وتنـقـيـتها وإمكانية مكاثرتها، ثم حقـنها بشكل مركز في المنطقة المتضررة والمراد تحفيزها، حيث تقوم الخلايا الجذعية بالانقسام والتكاثر لتعويض الضرر في المنطقة المتضررة سواءً في غضروف الركبة أو الورك.
وأوضح يحيى، أن مفصلي الركبة والورك "الحوض" من أكثر المفاصل المعرضة للخشونة أو الالتهاب التنكسي "Osteoarthritis"، ويعد التقدم في العمر من أهم الأسباب وراء خشونة المفاصل، وهناك عوامل أخرى أيضًا مثل العوامل الوراثية، الوزن الزائد، الإصابات الرياضية، الإجهاد المفرط وغيرها من الأسباب.
وتابع: "من المعروف أن خلايا وأنسجة جسم الإنسان تبقى في حالة توازن بين عمليتي الهدم والبناء طوال فترة الحياة، ولكن يخـتـل هذا التوازن عند التقدم في العمر، حيث إن من أكثر العوامل المسببة لخشونة المفاصل هو نقص أو عجز في الخلايا الجذعية الوسيطة (MSCs)، وذلك بسبب التقدم في العمر أو إصابة أو غيرها من الأسباب التي تسبب هذا الاختلال".
وأكد "يحيى"، أن الحل البديهي لهذه المشكلة هو إمداد المفصل بكمية كبيرة من الخلايا الجذعية الوسيطة (MSCs) لتعويض النقص ومعالجة المشكلة من جذورها، حيث إنها الوحيدة القادرة على إعادة بناء الخلايا بشكل طبيعي، مضيفا أن الحلول التقليدية لهذه الحالات هي قيام الجراحين باستبدال مفاصل الركبة والورك! هذه العمليات شائعة جدًا ويتم استبدال ملايين المفاصل سنويًا.
وأشار استشاري العظام، إلى أن هدف الطرق التقليدية في علاج التهاب المفاصل بالتخلص من الجزء المتضرر من الغضروف عبر عمليات استئصال الغضروف، أو عبر تخفيف الألم بالحقن الموضعي لمواد زيتية أو حقن الكورتيزون تؤدي إلى آثار سلبية على المدى الطويل، موضحا أن هذه الأساليب تعتبر طرقا علاجية "مؤقتة"، حيث إنها لا تساعد أبدًا في إعادة نمو الغضروف، بل إن العديد من المرضى ينتهي بهم المطاف للخضوع لعمليات استبدال مفصل كامل للركبة أو الورك وذلك بعد تدهور الغضروف بدرجة كبيرة.
وواصل: "أما العلاج التجديدي فيهدف إلى إعادة تحفيز نمو الخلايا المتضررة وبناء الغضروف بدلًا من استئصاله! حيث يتم حقن الخلايا الجذعية في مفصل الركبة أو الورك لتتمايز إلى خلايا غضروفية وتساعد في بناء وترميم الغضروف المصاب".
وأضاف، إن هذا البرنامج العلاجي يطبق عبر استخلاص الخلايا الجذعية من النسيج الدهني لجدار البطن (شفط الدهون باستخدام إبرة Liposuction)، والتي تكون على شكل مركب نسيجي وعائي (أو ما يسمى بـ SVF-Stromal Vascular Fraction والذي يحتوي على الخلايا الجذعية الوسيطة MSCs)، ثم يتم حقن الخلايا الجذعية في مفصل الركبة أو الورك، ويتبع ذلك عدة حقنات من البلازما الغنية بالصفيحات الدموية (PRP) والتي يتم استخلاصها من دم المريض.
وأوضح أن جميع المرضى الذين تم تطبيق هذا البرنامج العلاجي عيلهم زالت أعراضهم في غضون أسبوعين، واستمر الغضروف في النمو لعدة أشهر، وتم ملاحظة ذلك في صور الرنين المغناطيسي والتنظير المفصلي للمشاهدة (Arthroscopy)، لذلك فإن هذه التقنية هي الحل الأمثل لمشكلات الركبة والورك عبر إصلاح وإعادة بناء ونمو الأنسجة وليس استبدالها.
ولفت استشاري العظام، إلى أن هذا الإجراء لا يعرض المرضى لخطورة العمل الجراحي أو التخدير، وخاصة من يعانون من السكري أو الضغط وغيرها من الأمراض المزمنة، مؤكدا أنه لا يوجد عائق لاتباع هذا العلاج لأنه إجراء بسيط ويتناسب مع جميع الأعمار.