رئيس التحرير
عصام كامل

تاريخ مصر بدأ بالإخوان !!


الطريقة التى يتحدث بها أعضاء جماعة الإخوان المسلمين من أكبرهم إلى أصغرهم تُشعرك بأن تاريخ مصر بدأ فقط يوم 30 يونيو الماضى ذلك اليوم الذى أدى فيه د. مرسى اليمين رئيسا للجمهورية، لأنهم لا يعترفون بأى رئيس سابق فالرئيس نفسه يقول الستينيات وما أدراك ما الستينيات؟


ولأول مرة لم تحظ ثورة يوليو بالاحتفال المناسب لقيمتها وعظمتها، والرئيس كان مترددا فى إلقاء كلمة بهذه المناسبة ولما قرر ذلك لم تتعدّ كلمته خمس دقائق ولم يذكر فيها أى إنجاز للرئيس عبدالناصر، كما أن الرئيس مرسى فى ذكرى الاحتفال بنصر أكتوبر المجيد لم ينطق لسانه بكلمة ثناء على الرجل صاحب قرار الحرب والسلام الرئيس أنور السادات، بل وصل الأمر أنه دعا قتلته وتصدروا مشهد الاحتفال فى استاد القاهرة ولم يتم توجيه الدعوة سواء لأسرة الرئيس السادات أو حتى للمحاربين القدماء أبطال وصانعى هذا النصر العظيم.

وأثناء زيارة د مرسى الأخيرة لمحافظة سوهاج وصف أمين حزب الحرية والعدالة فى سوهاج فى مداخلة تليفونية على قناة " اون تى في" حكم الرئيس السادات بالحكم البائد، كما أن حسن مالك رجل الأعمال الإخوانى الشهير فى ندوة بطب قصر العينى يصف عبدالناصر بأنه كان رمزا للظلم والطغيان، وكذلك تصريحات عصام العريان الأخيرة عن عبدالناصر، هكذا ينظر الإخوان إلى الزعيمين عبدالناصر والسادات فما بالك بنظرتهم للرئيس السابق حسنى مبارك فهو فى نظرهم ليس فقط فاسدا وظالما بل كافرا ومجرما رغم أن الإخوان لم يقدموا لمصر مثل رؤسائها السابقين بما فيهم مبارك على الأقل حتى كتابة هذه السطور.

رؤساء مصر السابقين قدموا تضحيات كبيرة فى الحرب والسلام فى تطهير أراضيها من الاحتلال وإنجازات عملاقة مثل بناء السد العالى وتأميم قناة السويس والإصلاح الزراعى والقضاء على الإقطاع وإنشاء ألاف المصانع وبنية أساسية فى كل ربوع المحروسة، الإخوان يشعروننا أنهم استلموا دولة ممزقة ومنهارة وفاسدة وطبعا الأمر ليس كذلك بدليل أنهم أنفسهم مازالوا على قيد الحياة بل وفى موقع السلطة والحكم.

وأضح أنه من الواجب علينا أن نُذكّر جماعة الإخوان بقيمة وقامة الدولة التى يحكمونها فهى دولة لم تأت من المجهول بل دولة ذات حضارة تضرب بجذورها فى التاريخ، دولة كرمها المولى تبارك وتعالى فى كتبه وكانت مهبط رسله.

مصر ساهمت فى تحرير كثير من دول العالم من الاستعمار، وكانت من أوائل دول العالم التى كان لها جيش وفيها دار أوبرا وسكة حديد ومحاكم عليا ومحطة إذاعية وعرفت الحياة البرلمانية وغزت العالم بعلمائها ومفكريها ومثقفيها وفنانيها، وهى التى حافظت على اللغة العربية والإسلام فى أفريقيا وأول طريق مسفلت إلى مكة كان على نفقة مصر وعلّمت فى جامعة القاهرة أكثر من مليون مواطن عربى على نفتها، للأسف الشديد أنا كنت دائما أكتب هذا الكلام لتذكير الإخوة العرب بأفضال مصر، ولكن لم أكن أتخيل يوما ما أننى سوف اضطر لكتابته لتذكير فصيل مصرى بعظمة مصر، التى يتعاملون معها كأنها دولة فاسدة وجاءت من المجهول وأن شعبها يحتاج إلى إعادة تربية من جديد، ربنا يستر على مصر من المجهول بسبب الإخوان.
egypt1967@yahoo.com
الجريدة الرسمية