رئيس التحرير
عصام كامل

محمد مرسى ليس هو الحل


من وادى المجاهيل وفد محمد مرسى على مدينة الإخوان المسلمين ، لم تكن له بها أى علاقة من قبل، ولم يسبق له فى أى وقت من الأوقات أن كان من طلاب الحركة الإسلامية، رغم أن النشاط الإسلامى فى الجامعات فى السبعينيات زمن محمد مرسى، كان على أعلى ما يكون، ولم يحدث بعد أن تخرج مرسى من الجامعة أى اقتراب له من الإخوان المسلمين، بل كان يتحسس الطريق ويضع يده على قلبه لو تصادف وقابل أحد الإخوان.


فى كلية الهندسة بجامعة القاهرة كانت له أيام، ولكنها أيام مغلقة حيث أغلق مرسى على نفسه حتى أنه اشتهر بين أقرانه بـ "مرسى الدحاح"، فكان لا يفعل إلا أن يدخل المحاضرة ثم ينصرف للعلم والتحصيل، وحسنا فعل، فالعمل الإسلامى بالجامعة وقتها كان لا يقبل إلا أصحاب القلوب الجريئة من الذين يحملون فكرا ورؤية وعاطفة دينية، ومحمد مرسى لم يكن كذلك، ويبدو أنه كان يحمل مشروعا واحدا هو مشروع "إعداد مرسى كى يكون أستاذا جامعيا، "وفى أمريكا أثناء دراسته العليا انضم مرسى للإخوان عام 1983 عن طريق أستاذه ومعلمه مصطفى مشهور، فصار من يومها أخلص المخلصين له وأصدق التابعين.

كانت أبرز صفات محمد مرسى فى مسيرته بالجماعة هى السمع والطاعة المطلقة للقيادات التى تعلوه خاصة المرشد، وخيرت الشاطر، فهو التابع الأمين لخيرت لا يجرؤ أن يخالفه، ولو قيد أنملة، أما الصفة الثانية التى ساعدت مرسى على الارتقاء فى مدارج التنظيم هو أنه لا يستطيع أن يفكر على استقلال، فهو رجل يقوم خير قيام بتنفيذ ما يُعهد إليه، أما وضع السياسات وقدح زناد الفكر فهما ليستا بضاعة محمد مرسى ولا وسيلته.

وأصبح مرسى رئيسا للجمهورية، وهو الذى لا يستطيع أن يكون مستقلا فى قراراته أو أفكاره، فاز فى الانتخابات بمعادلة نادرة، تكونت هذه المعادلة من الشعار الدينى حتى أن الفتاوى خرجت من ماكينة الإفتاء الإخوانية بأن انتخاب مرسى هو انتصار للإسلام وكأن مرسى هو الإسلام!!، وأضيف إليها تفتت المنافسين، ثم وضعته الأقدار فى مواجهة مع شفيق الذى ناله فى الانتخابات ما لم ينل أحدا آخر، المهم أصبح مرسى رئيسا وهو الآن يدير، ظاهرا ، أمور مصر.

قلبى مع مرسى، حقيقة لا خيالا، فالرجل أثقلته الأمراض العضوية ، لذلك تجده خشنا متجهم القسمات، أجرى عملية جراحية فى المخ لاستئصال ورم، وأصابه "فيروس سى" وأتعب كبده، وهو نفس مرض عبد الحليم حافظ، ويبدو أن هذا الفيروس أصابه بسبب البلهارسيا شفاه الله، وحين غضب من حصار مقر إخوانه بالمقطم عذرته، إلا أننى تمنيت أن يغضب لحصار مدينة الإنتاج الإعلامى والترويع الذى حدث لأهلها وزوارها، هذه هى الأمانة فى الحكم، هذه هى الأمانة، الأمانة مهمة جدا فى الإسلام يا دكتور "إسلام"، عفوا يا دكتور "الإسلام هو الحل"، عفوا عفوا يا دكتور محمد مرسى.


الجريدة الرسمية