رئيس التحرير
عصام كامل

بالأدلة.. المرأة كل الإسلام! (2)


كثيرات طلبن أن نكمل الحديث عن المرأة في الإسلام، بعد أن تم تشويه موقف الإسلام منها، خصوصًا أن أصوات المعادين للمرأة هي الأعلى، والأكثر ضجيجًا ومن يعترف بحقها الممنوح أصلاً في شرع الله العزيز الحكيم يرتقِ بها إلى درجة الإنسانية إلا أنهم يعترفون لها بالكاد بحقوق طبيعية منطقية مثل حق العمل والميراث والذمة المالية المستقلة ثم تتراجع الحقوق!


وما كتبناه في المقال السابق كان عن بناء الإسلام كدين لعبت فيه المرأة دورًا كبيرًا جدًا حتى كادت -كادت- أن يكون الإسلام بني على أكتافها، وكما قلنا في المقال السابق عن دور أم الرسول عليه الصلاة والسلام آمنة بنت وهب من اختيار اسم محمد وإلى التربية الأولى، مرورًا بدور السيدة خديجة في استقبال الدعوة وخبرها وحمايتها إلى دور السيدة سمية كأول شهيدة -أول الشهداء على الإطلاق- في الإسلام، وكذلك بيعة العقبة ووجود المرأة فيها إلى دور السيدة عائشة في رواية الحديث الشريف.

واليوم نستكمل بعض الصور التي غابت عن الكثيرين، فهذا الدين -ديننا- ساهمت في بنيانه أسماء بنت أبي بكر التي كان لدورها في الهجرة النبوية أثر كبير في نجاحها حتى سميت بذات النطاقين، حيث لعبت دور الإمداد والتموين والمخابرات أيضًا بلغة العصر، وكانت مهمة شاقة أدتها على أكمل وجه، وعانت بسببها وكان عليه الصلاة والسلام يتباهى بخاله الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص، ويقول مقولته الشهيرة مشيرًا إليه: "هذا خالي فليرني امرؤ خاله" وكان النسب إلى الأم محل فخره حتى لو لم تكن الصلة مباشرة على عكس ما يتصوره الكثيرون.

في حين كان الرسول الكريم حنونًا إلى درجة لم تكن عند الآباء وقتئذ، مع بناته، وقصص ذلك مع فاطمة كثيرة وخصوصًا تربيته عليه الصلاة والسلام للحسن والحسين، ولعبه معهما حتى في الصلاة، وكان ذلك نادرًا في بيئة قاسية كانت تقتل البنات خشية العار والفقر، بل إن فاطمة هي من ضرب بها الرسول المثل في العدل عندما قال "والذي نفسي بيده لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها"، وكان كل ذلك إشارات مهمة للانتقال بالمرأة إلى درجة مختلفة وكبيرة لمكانتها، فما بالنا لو عرفنا أن الشيعة يتحدثون عن نسخة من المصحف تركت عند فاطمة بينما نسخة أخرى تركها أبو بكر عند السيدة حفصة زوج الرسول، ويقال إن الرسول هو من تركها كصحف مجموعة تحوي القرآن كاملة، ومنها نسخ سيدنا عثمان "المصحف"، وأرسله إلى البلاد الأخرى، وبالتالي كانت المرأة أمينة على نسخة كتاب الله العزيز الحكيم الموجودة حتى اليوم!

كثيرة هي أوجه التحضر في ديننا العظيم شوهها متطرفون ينتمون كلهم إلى مدرسة النقل في تفسير وفهم الإسلام، وآن لهذه المدرسة أن تتنحى عن تمثيل الإسلام والتحدث عنه، وعن الفرق بين مدرسة النقل ومدرسة العقل لنا حديث آخر.
الجريدة الرسمية