رئيس التحرير
عصام كامل

أبو طقة يكتب: إحنا ظلمنا الحكومة ولازم نعتذر

فيتو

ولأن هذا العدد من الجريدة سيكون بين أيديكم في أوائل أيام شهر رمضان.. أحب أنا عمكم "أبو طقة" كبير فشاري مصر، أن أقول لكم كل عام وأنتم بخير.. وطبعا إحنا هنا في "درب الفشارين" وكعادتنا في شهر رمضان من كل سنة بنبقى واخدين اجازة عن الفشر.. لأننا بنصوم برضو زيكم تمام


لذا حاولت أن أكلف زميلتنا الفشارة الكبيرة "سطوطة الفنجرى" بكتابة مقال هذا الأسبوع باعتبار أنها مثل كل النساء قد تكون فاطرة لوجود عذر نسائى.. لكن محاولتى باءت بالفشل،لأن سطوطة هانم عدت هذه المرحلة، وأصبحت تصوم الثلاثين يوما كاملين، بسبب وصولها لسن اليأس.. لذلك لن يكون هناك أي فشر خلال شهر رمضان.. والسطور القادمة تحمل لكم الصدق بكل معانيه وأمثالنا من الفشارين عندما يتحرون الصدق قد يحدثون مشكلات لا طائل للمجتمع بها.. وربنا يستر علينا وعليكم

وبهذه المناسبة أريد أن أصدقكم القول في موضوع شائك حبتين تمنيت كثيرا ألا أكتب فيه وأنا صائم كى لا اضطر لقول الحقيقة كاملة كى لا أجرح صيامى.. وهذا الموضوع هو تلك الضجة التي يصطنعها البعض وأنا منهم حول غلاء الأسعار وعدم قدرة الحكومة على إحكام قبضتها على السوق.. فهذا كله كلام «فاكس» ليس له معنى من الإعراب، ونحن نظلم الحكومة معنا بتهليلنا وترديدنا مثل هذه الإشاعات

أولا أنا رجل أحصل على راتب لا يتعدى الحد الأدنى للأجور.. يعنى 1200 جنيه.. أتسلم في أول كل شهر كافة احتياجاتى من السلع التموينية (سكر.. أرز.. شاى.. زيت.. صابون.. دقيق.. عيش.. وجبة دليفرى.. وحتى«البامبرز» بتاع العيال) أحصل عليهم ضمن بطاقتى التموينية.

وكل هذا بأسعار رمزية لا تتعدى الخمسين جنيها وتغنينى هذه الأشياء عن شراء أي سلعة طوال الشهر، ومثلى كثيرون من الأسر المصرية إن لم يكونوا جميعهم.. إلا أننا نصطنع إشاعات غلاء أسعار الأرز واللحوم واختفاء السلع التموينية من مكاتب التموين لا لشيء سوى للعكننة على سيادة وزير التموين الذي يجب أن ينحنى له الشعب على كل ما يوفره لنا من سلع تكفينا وتفيض عن حاجتنا في أغلب الأحيان.

يعنى أنا مرتبى لا ينقص سوى 50 جنيها كل شهر.. وبعد دفع مبلغ العشر جنيهات قيمة فاتورة الكهرباء والـ 6 جنيهات قيمة فاتورة الغاز.. والـ 7 جنيهات قيمة فاتورة المياه والمائة جنيه قيمة إيجار الشقة، أكون قد وفرت ألف جنيه من راتبى أول كل شهر

كل هذا وتجدنى أنا وكثيرون مثلى يمثلون غالبية الشعب نشكوا من غلاء الأسعار وزيادة فواتير الكهرباء والمياه وغيرها، إلا أننى وفى هذا الشهر الكريم أردت أن أكون صادقا معكم وأكشف لكم أننا شعب يُبالغ زيادة عن اللزوم ويعشق الهرى على الفاضى والمليان.. وأننا ظلمنا الحكومة ولازم نعتذر ونوجه لها الشكر على سهرها لخدمتنا وتوفير احتياجاتنا.

وهكذا أكون قد صدقتكم القول حفاظا على صيامى.. وأرجو منكم أن تذكروا هذه الحقائق حفاظا على صيامكم في كل وسائل الاتصال الجماهيرى «تويتر وماسينجر وفيس بوك».. وكل عام وأنتم بخير ورمضان كريم.
الجريدة الرسمية