رئيس التحرير
عصام كامل

زيف ديمقراطي !


كلنا نحترم أحكام القضاء حتى تطالنا هذه الأحكام أو يصدر القضاء أحكاما لا تروق لنا.. وكلنا مع حرية التعبير وحق النقد حتى تطالنا هذه الحرية ونتعرض نحن للنقد من قبل آخرين.. وكلنا مع تطبيق القانون على الجميع بلا استنثاء حتى نصبح نحن خاضعين للقانون ذاته.. باختصار كلنا مع الديمقراطية ولكننا نأبى أن نلترم في سلوكنا ومواقفنا وحياتنا بمقتضيات هذه الديمقراطية.


تلك هي مشكلتنا الحقيقية، وتحديدا أكثر مشكلة نخبتنا التي تهتف مطالبة بالديمقراطية وإعمال حكم القانون وحرية التعبير واحترام أحكام القضاء.. ولكنها تأبى أن تلتزم هي بسلوك ذلك، والشواهد على ذلك كثيرة.. فإن بعض من يقدمون أنفسهم كدعاة لحقوق الإنسان ولحرية التعبير لا يتقبلون أي نقد يوجه لهم، بل إنهم يعتبرون من ينتقدهم أعداء للحرية والديمقراطية ورافضين لحقوق الإنسان.. وإن بعض من أصابونا بالملل بالحديث عن احترام أحكام القضاء ورفض تدخل السلطة التنفيذية في شئون السلطة القضائية يجاهرون علنا برفض أحكام للقضاء، بل والأخطر يطالبون السلطة التنفيذية بعدم احترام أحكام القضاء ويملون عليها اتخاذ مواقف وتصرفات تخرق هذه الأحكام.

وهذه المشكلة لن تجد لها حلا إلا من خلال إعادة تربيتنا سياسيا وفكريا جميعا أو إعادة تشكيل ثقافتنا حتى نتقبل القيم الديمقراطية الحقيقية أو القيم الإيجابية في المجتمع، لا أن نستخدم هذه القيم سلاحا لفرض رؤانا وتحقيق أغراض سياسية ومصالح اقتصادية.

الجريدة الرسمية