رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. دماء ضحايا داعش في رقبة «صدام حسين».. بارمان: الرئيس العراقي الأسبق وراء ظهور التنظيم الإرهابى.. فتح الباب أمام البعثيين فأشاعوا الفوضى بالبلاد.. والمخابرات العراقية تؤسس استخبارات

فيتو

سنوات تمر و"داعش" يُثبت جذوره ويمدد فروعه في أنحاء العالم، دون معرفة من هو السبب وراء ظهوره، البعض يقول إن الأخطاء التي ارتكبتها الولايات المتحدة عقب غزو العراق في 2003، كانت السبب، وآخرون يؤكدون أن أصول التنظيم تعود للضباط التابعين لحكومة الرئيس العراقي السابق، صدام حسين.


وما بين اختلاف التقارير، ركزت "فيتو" على وجهة النظر الأخرى التي تقول إن "صدام حسين" هو السبب وراء ظهور "داعش"، فكيف ولماذا؟"، هذا ما سيتم رصده في هذا التقرير.

حملة صدام
قال أماتزيا بارمان، بروفوسور فخري في تاريخ الشرق الأوسط: إن حملة صدام الإسلامية ساعدت وعن غير قصد في تمهيد الأرضية لداعش.
وأوضح بارمان أن بعثيين قدامى - التابعين لحزب البعث في العراق- لم يختاروا الانضمام للمتشددين، من منطلق انتهازي، بعد هزيمة نظام البعث في العراق، بل إن علاقتهم بداعش تتجاوز الانتهازية المجردة، وتعود لإرث صدام وتوجيهاته باعتبار السلفيين شركاء مقبولين ونافعين.

حزب البعث
استمر حزب البعث العربي الاشتراكي من عام 1968 حتى عام 2003، وفي بادئ الأمر كان الحزب قوميا ثوريًا سعى إلى توحيد العالم العربي كله تحت حكم البعث.
وعندما جاء صدام إلى السلطة في عام 1979، قاد حملة تطهير لتعزيز سيطرته على العراق، وتحولت الحركة البعثية في العراق من حركة اشتراكية ثورية إلى عبادة شخص متمثل في "صدام".
وبدلا من محاولة التوحيد سياسيا مع دول أخرى، مثل سوريا، لتشكيل دولة البعث القومية العربية، اختار صدام توسيع دولته الصدامية بغزوه الأول لإيران وغزوه للكويت في وقت لاحق، ما سبب في كارثة على العراق والشعب العراقي.

تغيير في التكتيكات
قبل حرب الخليج، حاول صدام حسين أن يلعب ببطاقة القومية العربية لحشد العالم العربي وراءه، ولكنه فشل، وانضمت العديد من الدول العربية إلى قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة ضد العراق، وفي أعقاب حرب الخليج، غير الرئيس العراقي السابق تكتيكاته الأيديولوجية، وأكد على نحو متزايد على الإسلام. وأعطى الدعاة السلفيين حرية أكبر، وهو ما فتح الباب للعراقيين السلفيين للعمل داخل الدولة بصفتهم «بعثيين».

بذرة التنظيم
عقب الإطاحة بحكم صدام حسين عام 2003، بدأ البعثيون في التعامل مع تنظيم القاعدة في العراق، والذي يُعد البذرة الأولى التي انبثق عنها تنظيم "داعش"، والمعروف عن دولة صدام حسين أنها دولة بوليسية قمعية بالدرجة الأولى، ومع حل الاحتلال لحزب البعث ومنع مسؤوليه من المستويات العليا بل والمتوسطة من العمل في الأجهزة الأمنية الجديدة، غادر الكثيرون منهم البلاد، وانضم بعضهم للتيارات المقاومة للاحتلال الأمريكي داخل العراق.

مخابرات "داعش"
وكان تحقيق أعدته وكالة "رويترز" للأنباء قد أكد أن شبكة من ضباط سابقين بالجيش والمخابرات العراقية قاموا بتأسيس ما يُعرف بـ"مخابرات الدولة الإسلامية" التابعة لتنظيم الدولة "داعش"، حيث إن هؤلاء الضباط الذين عملوا في عهد الرئيس العرقي الراحل صدام حسين كانوا عاملًا قويًا في صعود التنظيم وبخاصة فيما حققه التنظيم من انتصارات بالعراق العام الماضي.
وشكل التنظيم قوة بديلة لحزب البعث اجتذبت آلافًا من السنة، كما انضم المجندون الجدد إلى صفوف ضباط صدام الذين يشغلون بالفعل مناصب مهمة بتنظيم "داعش".

أمير الظلام
ونشرت "دير شبيجل" تقريرا العام الماضي عن "أمير الظلام"، ضابط استخبارات الدفاع الجوي السابق في عهد صدام حسين، سمير عبد محمد الخليفاوي الملقب بحجي بكر، واعتبر زعيما فعليا لـ"داعش" في مقابل البغدادي الزعيم الرسمي؟
واطلعت المجلة على وثائق تم العثور عليها تتضمن رسوما تخطيطية تنظيمية وقوائم وتعليمات، تبين كيفية إخضاع الدولة تدريجيا عبر وسائل متنوعة من الدسائس والخداع والتستر بالجمعيات الخيرية والزواج من العائلات النافذة، وتم وصف هذه الوثائق بأنها مرجع "لأنجح جيش إرهابي في التاريخ الحديث".

عملة واحدة
ونشر جنود الجيش العراقي والمليشيات الشيعية صورًا على حساباتهم بمواقع التواصل الاجتماعي تظهر لافتات كبيرة للرئيس العراقي الراحل صدام حسين، معلقة على واحد من مقرات تنظيم «داعش» الإرهابي في الفلوجة.
وقال جندي على حسابه بموقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي، تعليقًا على الصورة: «داعش وحزب البعث وجهان لعملة واحدة».
وكانت وكالة «رويترز» للأنباء قالت إن ضباط الجيش خلال حكم "صدام حسين" لعبوا دورًا قويًا في ظهور تنظيم «داعش» الإرهابي واستيلائه على مدن رئيسية في العراق عام 2014، وبحسب الوكالة أيضًا، فإن الآلاف من أتباع حزب البعث انضموا للتنظيم الإرهابي.
وأكد موقع "فوكاتيف" الأمريكي، أنها ليست المرة الأولى التي يظهر فيها لافتات لصدام حسين في موقع يتجمع فيه عناصر «داعش»، مشيرًا إلى لافتات له بمصنع قنابل تابع لداعش شمال غرب الفلوجة.
الجريدة الرسمية