رئيس التحرير
عصام كامل

معارض للأبد !


مهما فعل الرئيس عبدالفتاح السيسي، ومهما قال سيظل هناك رافضون له.. رافضون له كرئيس للجمهورية وليسوا معارضين له وهو يمارس صلاحيات رئيس الجمهورية، وبالطبع الفارق كبير بين الأمرين.


سوف يظل دوما هؤلاء الرافضون للرئيس السيسي غير مستعدين للقبول بأي عمل له، أو السكوت على أي كلام يقوله.. سوف ينتفضون دوما لرفض ما يفعله والهجوم عليه، ورفض ما يقوله والتفتيش فيه عن الخطأ حتى ولو لم يكن موجودا.

فهؤلاء لا يعارضون عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، وإنما يرفضون أساسا وجوده رئيسا للجمهورية، كانوا يتمنون ألا يظهر بهذا المنصب، مازالوا يتمنون أن يتركه وإن كانوا بالقطع سوف يختلفون على بديله في هذا المنصب.. وهذا ما يكشفه أي تحليل موضوعي بسيط، ولكن موضوعي لردود الأفعال على الحوار الذي أجراه الزميل أسامة كمال مع الرئيس السيسي.. فهؤلاء لم يروا في الحديث شيئا يقبلونه أو يرضون عنه، بل لعلهم لم يروا فيه أصلا أنه يرقي لأن يكون حديثا أو حوارا صحفيا، وتليفزيونيا، كما قال أحدهم حديث العهد بالمعارضة بعد أن ظل طوال عمره لا يفعل شيئا سوي التصفيق لكل من يشارك في السلطة!

وبعض هؤلاء يرفضون الرئيس السيسي رئيسًا للجمهورية بسبب خلفيته العسكرية، ولذلك كان ملفتا للانتباه أنهم مع دوران عجلة الانتخابات الرئاسية، وقبل أن يتخذ السيسي قراره بالمشاركة فيها ظلوا يلحون عليه وينصحونه بألا يفعلها ويترشح، وأن يظل محتفظا بمنصبه كوزير للدفاع، حتى يحتفظ بحب المصريين الذين انحاز إليهم في ٣٠ يونيو ٢٠١٣.

بينما هناك أيضا من بين هؤلاء من كانوا يناصرون شخصا آخر في هذا المنصب، وخسروا عندما فشل في الوصول له.. كذلك من بينهم من ينفذون ما يملي عليهم من الخارج.. من حكومات تقبل العمي ولا تقبل بالسيسي رئيسا لمصر، خاصة وأن تجربة عامين أثبتت لها أن وجود السيسي في منصب رئيس جمهورية مصر حرمها من فرص هيمنتها على مصر، تلك الهيمنة التي كانت قد اطمأنت لتحقيقها في ظل حكم الإخوان الغاشم.

ولذلك..
مهما فعل السيسي ومهما قال لن يرضي هؤلاء، ولن يتقبلوا ما يقوله أو يوافقوا عما يفعله.. سوف يفتشون كما يتندر أهلنا عن «القطط الفاطسة» في أعماله وأقواله، وإن لم يجدوها سوف يصنعونها أو يختلقونها.. أي سوف يفتعلون أمورا غير حقيقية ليهاجموا السيسي عليها.. ومن يريد التأكد من ذلك عليه أن يراجع ما قالوه عن حوار الرئيس قبل وبعد إذاعة هذا الحوار.
الجريدة الرسمية