بالأدلة.. المرأة كل الإسلام!
لا نعرف من أين أتى من يشوهون الإسلام بفتاواهم عن المرأة؟ لا نعرف من أين يستقون أفكارهم، هذا إن جاز تسميتها أفكارًا أصلاً، أي عقول تلك وأي رجال أولئك؟!
الإسلام الدين الوحيد الذي تكاد المرأة أن تكون حجر أساسه وعمود خيمته وحبله المتين.. الادلة أكثر من أن تحصى حتى قبل الدخول في آيات كتاب الله العزيز الحكيم ومراجعة أحاديثه عليه الصلاة والسلام الصحيحة، ففي أول تأمل لتاريخ الإسلام نجد جودًا ملموسًا في أم نبي الإسلام عليه الصلاة والسلام السيدة آمنة بنت وهب وكيف صبرت على رحيل زوجها عبدالله ابن عبد المطلب، وكيف ربت اليتيم الصادق الأمين رضيعًا وطفلاً وكيف تقبلت بالإلهام الإلهي اسمه من السماء، وقد كان الاسم جديدًا يكاد يكون نادرًا عند العرب، وما أن نترك السيدة آمنة إلا ونجد السيدة خديجة بنت خويلد أول من أسلم على وجه الأرض، وأول من دعم الدعوة إلى الإسلام وتحملت عبئها فكانت رضي الله عنها بمصطلحات اليوم أمين سر الدعوة إلى دين الله العزيز.
ولا نترك السيدة خديجة إلا وقصة سمية بنت الخياط زوجة ياسر بن عامر وأم عمار ابن ياسر، وهي ليست أول شهيدة في الإسلام بل أول شهداء الإسلام على الإطلاق، ولاقت وأسرتها أشد صنوف العذاب، ولم تتراجع حتى استشهدت رضي الله عنها وعن زوجها وابنها.
وبينما تشتد المحن ويشتد العذاب وتقترب قريش من مؤامرة كبرى، تنهي بها الإسلام في مهده، تأتي بيعة العقبة الثانية، وأراد الله سبحانه أن تكون المرأة حاضرة فيها، تقسم مع من أقسموا بحماية محمد عليه الصلاة والسلام، إن هاجر إليهم في المدينة المنورة وأن يمنعوا عنه ما يمنعونه عن أنفسهم وأن يبذلوا في حمايته ودعوته الدم والمال، وقد أبروا بالقسم.. ولا يمكن بحال إلا أن تكون المرأة حاضرة بتدبير إلهي ولكن لأولي الألباب من غير بعض شيوخ التطرف اليوم ممن لا يرون كل ذلك وكأنه لدين آخر.
وبخلاف ما تقدم تكون السيدة عائشة أهم راوٍ للحديث الشريف، ويأخذ الناس عنها نصائح ونواهي الحبيب عليه الصلاة والسلام وأوامه، لتكتمل صورة المرأة في الإسلام حتى نكاد نقول وقد بني تقريبًا الإسلام عليها وتأسس، إن المرأة تكاد تكون كل الإسلام بحجم ما قدمت، أمًا وزوجة وشهيدة ومبايعة وراوية للحديث الشريف، وبشكل يخزي كل من يعتبرونها كائنًا لا يصلح لشيء إلا الحفاظ على النسل في كبرى الجرائم التي تتم لتشويه دين عظيم.