بالصور.. عبد الرحمن.. شاب داهمه الموت لحظة أمله في الشفاء «بروفايل»
مع صباح يوم 2 رمضان غابت شمس عبد الرحمن السيد " 24 عامًا" ذلك الشاب الذي كافح بقوة ضد مرض دخل في جسده الشاب الفتي، فحوله إلى رجل كهل لا يقوي جسده على الوقوف، حتى أسلم روحه لربه، بعد أن انفتح أمامه الأمل في العلاج بالخارج على نفقة رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة، لكن القدر شاء أن يكون لقاء هذا الشاب المؤمن بربه في هذه الأيام المباركة.
كان عبد الرحمن شابا قويا يملأ الدنيا مرحا طولًا وعرضًا، في مدينته الفشن بمحافظة بني سويف، حتى جاء يوم 13 أغسطس 2013، لتتحول حياته كلها إلى مأساة بعد أن داهمه المرض، وعرف وقتها أنه مريض بسرطان الهودجن ليمفوما، في البداية لم يتأثر عبد الرحمن، ولم يخبر أهله، حتى لا تخور قواهم، لكنه صارح أصدقاءه أن ذلك المرض مجرد مرض عادي سيتغلب عليه برغبته في الحياة، وسيقهر المرض.
وكتب أحمد مصطفى شعبان أحد أصدقاء عبد الرحمن عن شجاعة عبد الرحمن، في يوم 31 مايو الماضي، على صفحته بفيس بوك فقال "بقرأ كل يوم عن بطل ضحي بحياته في سيناء أو بطل تاني أصيب في انفجار فقد فيه أحد أطرافه.. لكن بطل النهارده مش مجرد واحد قَريت حكايته وخلاص لأ ده صاحبي من أكتر من عشر سنين عبد الرحمن، شاب عادي ربنا حَب يختبر صَبره وإبتلاه بمرض خبيث (سرطان الهودجكن ليمفوما) من أربع سنين تقريبًا بس كان تعامله مع الموضوع لما عِرف كان غريب شوية وخاصة إن المرض كانسر كان بالنسبة له عادي مفرقش معاه كأنه أي مرض مش هيأثر عليه هوه شوية وان شاء الله هايرجع أحسن من الأول حتى مفيش حد من أهله كان عارف حاجة لمدة طويلة لحد ما بدأت أعراض المرض تظهر عليه".
وقال أحمد شعبان:"كان عنده إرادة.. في حياتي أقسم بالله ماشفت زيها في كُل حاجة سواء في شغله أو مقاومته لمرضه. ما بين الغالب والمغلوب وإن الإنسان دايمًا مع المرض هوه المغلوب، المرض فعلًا تغَلب على عبد الرحمن بس إن شاء الله هتكون فترة وصاحبي هايرجع تاني أقوي وهاتكون الغَلبة ليه إن شاء الله".
وأضاف صديق عبد الرحمن: "في يوم وليلة انتشرت صوره على السوشيال ميديا كمريض يكافح المرض وصبر أيوب يتمثل في جسد يكافح السرطان بس هوه في العالم الحقيقي بعيدًا عن السوشيال ميديا في عالم الإمكان إللي ربنا خلقه هوه فعلًا بطل يستحق الاحترام عن إرادته الإرادة إللي كُلنا بنسمع عنها لكن النهارده أنا عاصرتها وشوفتها.. دعوات ليل نهار لربنا إنه يرجعه لينا تاني أحسن من الأول وحسن الظن في قدره ربنا على كُل حاجه كُن فيكون وإن شاء الله دايمًا خير".
لم يكن أحمد يعرف أن المرض سيتغلب على صديقه عبد الرحمن وسيقضي عليه بعد أسبوع من كتابته لتلك التدوينة، فعبد الرحمن كان قد وصل لمرحلة حرجة من المرض، فقد انتشر السرطان في الكلى، والكبد، والطحال، والنخاع الشوكى تدمر تماما، واستئصال جزء من المعدة بسبب انتشار المرض في المعدة بشكل سريع، ما أحدث ثقب بالمعدة، وجعله لا يستطيع الحركة، وكان عبد الرحمن يجري عملية نقل دم وبلازما يوميًا، فجسده أصبح لا يقوم بالوظائف الحيوية الطبيعية، وكان بحاجة إلى عملية زرع للنخاع بـ 150 ألف يورو بمعهد جوستاف دى رووسى بفرنسا.
ومنذ نحو أسبوعين انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي حكاية عبد الرحمن أبو هشيمة، ومحاولة وقوفه أمام مرض ينخر في جسده النحيل منذ نحو 4 سنوات فحوله من فتي غض الشباب، إلى قطعة كهل يشبه جسدة القطعة البالية من القماش، فما كان من رجل الأعمال أبو هشيمة إلا أن عرض التكفل بكل مصاريف علاجه بالخارج، وبالفعل تحدد فجر اليوم الثلاثاء لسفر عبد الرحمن إلى الخارج لبدء رحلة العلاج، لكن يد القدر كانت أسبق وتوفي عبد الرحمن بعد صراع مع مرضه لمدة 4 سنوات.