رئيس التحرير
عصام كامل

الحذر والقدر


لاشك أننا فى هذه الأيام ومن كثرة ما نسمع من أخبار تؤثر سلبًا على حياتنا وعلى مجرياتها، غابت البسمة عن الوجوه ليحل محلها مشاعر الخوف والترقب والحذر.


الحذر لا يمنع قدرًا فمهما تحملنا من جهد وألم ومن خوف وقلق إلا أننا مطلوب منا أن نخفف الضغط على حياتنا والذى ساهم فى رفع درجات حرارة مناقشاتنا وأصبحت أقل المشكلات تتطور إلى الأسوأ غالبًا إن لم نتحكم فى ردود أفعالنا على من حولنا وبالتالى هذا يفسر مستوى التشويه النفسى الذى طال الكثير منا وأصبح القلق والترقب هو حياتنا فحتى الابتسامة والفرح قد نالهما من القلق الذى أفسدهما الكثير .

هذا لا يعنى أننا لا نأخذ حذرنا ولا أن نترقب الفرص ونتفادى التهديدات بقدر ما أن نعطى للأمور قيمتها التى تناسبها والتى لا تزيد عنها ولا نتهاون بها فتفسد حياتنا.

الأقدار لا نعلمها ولكن التسليم بها هو الرضا بالواقع ومهما كانت فهى تخضع دائمًا لحسن ظننا بالله تعالى وفى الغد حتى وإن ساد الظلام وطال الليل إلا أن ذلك هو مبعث الأمل وحافز الطاقات لدى الناس تجاه العمل وتحقيق شيئًا جديدًا فى اليوم الجديد لا أن يسود التشاؤم يومًا بعد يوم ليصل إلى قلوب الناس شعور الخوف وإن غدًا هو أسوأ حالًا من اليوم مما يجعل الناس تتقوقع وتتوقف الأعمال والاستثمارات والتوسعات لتؤدى فى النهاية إلى كارثة حقيقية فكما توقعنا فى المستقبل.. كان المستقبل على نفس درب التوقعات.

إننا أمام تحدٍ.. كيف يمكن لنا أن نقنع الناس بأن غدًا قد يكون أفضل مع ما نراه يوميًا من تشاؤم؟

أولًا: إن الحياة لن تتوقف مهما كانت التحديات والمطلوب وعى وإرادة الناس فى الحفاظ على الوطن بالتوقف عن الكلمات التى تثير الفتن أولاً والاعتراف بوجهة النظر المعارضة .

ثانيًا: إن الوطن أمانة وإن العمل أمانة ولا ننتظر أن نرى قيادة تجمع شملنا بقدر ما ننتظر من كل فرد القيام بالأمانة التى أوكلت إليه .

إن الأزمات مهما كانت صعبة إلا أنها المواقف الوحيدة التى إن أحسن استغلالها تظهر معها قدرات جديدة .. والأعظم أن تظهر قدرات شعب تحدث العالم والتاريخ عنه من قديم الزمان .

الجريدة الرسمية