رئيس التحرير
عصام كامل

ملعون أبو الاستثمار.. اللهم إني صايم!


داليا خورشيد، وزيرة الاستثمار، أمس الأول أمام البرلمان قالت بالحرف الواحد إن مصر تحتل المركز 131 من ضمن 189 دولة في مجال الاستثمار، في مقابل المركز 106 في عام 2010، ما يؤكد أن مركزنا في الاستثمار تراجع، مشيرة إلى أن الدولة تستهدف في ٢٠٢٠ احتلال المركز الـ٦٠، وفى ٢٠٣٠، سنحتل المركز الــ 30، بعد سماع هذا الكلام من الوزيرة لا نملك إلا أن نقول ملعون أبو الاستثمار، والبركة في القروض التي دمرت الاستثمار، فأصبحت حياتنا كلها تعتمد على الديون فقط ولا ينقصنا سوى الاقتراض لمنع تسريب امتحانات الثانوية العامة..


منذ أن فتحت عيني على الدنيا وأسمع كلمات أصبحت مملة وكريهة مثل تهيئة مناخ الاستثمار، جذب مستثمرين جدد، فرص الاستثمار في مصر واعدة، حوافز الاستثمار، سياسة الشباك الواحد، قانون ولائحة جديدة للاستثمار، مؤتمرات اقتصادية في طول البلاد وعرضها وسفريات لكل المسئولين للخارج ومكاتب تجارية وسياحية وعمالية وسفارات في معظم دول العالم تكلف الدولة المليارات على كل هذا وترتيبنا 131 على العالم بعد بوركينا فاسو، فكيف إذن نتقدم هل بالقروض التي سوف تؤدي إلى إفلاس البلاد وأغرقها بالديون، كما حدث في عهد الخديو إسماعيل ؟

كلام الوزيرة يحمل مرارة كبيرة ويؤكد أنه لا توجد نية حقيقيــة للقضاء على مشكلات الاستثمار؛ لأنه ضد مصالح كثيرين في البلد مستفيدين من الوضع القائم، كما أن الوزيرة لم تعلن عن خطة ورؤية بتوقيتات زمنية محددة لكيفية وصول مصر للمركز رقم 30 ( kpi) معدلات أداء يتم مراجعتها كل ربع أو نصف أو سنة، والمطلوب منا أن نصبر حتى عام 30 ثم نتحاسب إنها سياسة حجا وابنه فبعد 14 عاما سيادة الوزيرة هي وكل المسئولين الحاليين لن يكونوا في مناصبهم أو في مصر.

الدول لا تتقدم بالأمنيات الطيبة والكلام المرسل، واجب وزيرة الاستثمار تجاه بلدها يفرض عليها الإعلان عن حجم المشروعات الاستثمارية الموجودة حاليًا في الوزارة، وعدد المستثمرين سواء المصريين أو العرب والأجانب الذين تقدموا بطلبات لإقامة مشروعات؟

بل يجب على الوزيرة الإعلان عن المشكلات التي استطاعت حلها للمستثمرين؟ وماذا فعلت في ملف المصانع المغلقة؟ فالوقت ليس في صالحنا، والجميع يلاحظ أن وزيرة التعاون الدولي هي المتصدرة للمشهد بقروضها الكارثية على البلد أما وزيرة الاستثمار فإنها تعشق المقاعد الخلفية والابتعاد عن الأضواء..

يا سادة لن نمل أو نكل من تكرار هذه العبارة "الاستثمار هو الحل" هو الذي يبني ويحقق التنمية والتقدم، والاقتراض هو الذي يدمر ويسهم في زيادة الفقر والجهل والمرض لا خير فينــا إذ لم نقلها ولا خير فيكم إذ لم تسمعوها، مافيا القروض في مصر أخطر عليها من الإرهابيين؛ لأنهم يدمرون الاستثمار والصناعة الوطنية ومكاسبهم أكبر من تجار السلاح والمخدرات ولا يربحون وحدهم بل مع آخرين يدعمونهم في خراب البلد..

الرئيس السيسي يطالب في كل لقاءته وحوارته بالابتعاد على القروض وتشجيع الاستثمار، ولكن هناك وزراء يفهمون تعليمات الرئيس بالعكس، كل المسئولين المصريين سافروا إلى الخارج ويعرفون كيف تستطيع الدول جذب المستثمرين بإنهاء كل إجراءاتهم وهم مازالوا في الطائرة.. أما في مصر فسنوات لا تكفي المستثمر للحصول على الموافقات.. وفي كل موانئ العالم يتم إنهاء إجراءات السفن قبل دخولها الميناء ونسبة الانتظار هناك صفر في حين أنها تصل إلى 13 يوما في الموانئ المصرية، تسهيل الإجراءات للمستثمرين وسياسة الشباك الواحد تتعارض مع مصالح مافيا الفساد والرشاوى التي مازالت تتحكم في اقتصاد البلد وجعلتها في ذيل قائمة الدول الجاذبة للاستثمار رغم إمكانياتها الكبيرة..
الجريدة الرسمية