رئيس التحرير
عصام كامل

«نساء في المهجر» جمعية متخصصة لحل مشكلات اللاجئات العربيات بألمانيا.. تعتمد على توعيتهن وتعريفهن بحقوقهن.. أغلب النساء تعاني من التحرش في أماكن المبيت.. ولاجئة: الرجال يلاحقوننا بنظراتهم الف

فيتو

يوجد في جمعية "نساء في المهجر" قسم مختص بمشكلات الحياة اليومية للنساء، بعض هذه المشكلات تخص السلطات الألمانية وذات طبيعة بيروقراطية وأخرى تخص التحرش الجنسي، الذي تتعرض له النساء في مبيتات اللاجئين الجماعية وخارجها.

ويعد من أهم أهداف جمعية "نسوة لاجئات يتكلمن بصوت عال" توعية المرأة العربية اللاجئة وتعريفها بحقوقها وواجباتها في المهجر الألماني، بالإضافة إلى التعرف على مشاغلهن والصعوبات التي تواجههن في محيطهن الألماني الجديد والوضع غير الإنساني، الذي بات اليوم واقعهن في هذه المبيتات الجماعية على بضعة أمتار مربعة".

هكذا شرعت اولريكه لاكرو الألمانية الأصل والناشطة في هذا المشروع بلهجة مصرية سلسة توضح المغزى من النشاط والالتزام في الجمعية النسائية.

وأضافت: "ما هذه الجمعية سوى مشروع نسائي، ولا تنشغل سوى بمشكلات المرأة اللاجئة، لقد أسست الجمعية سنة 2002 وتنشط فيها، إلى جانب بعض العربيات السوريات الجديدات، نسوة من مختلف دول المعمورة يعشن في محافظتي براندنبورج وبرلين فررن من بلدانهن جراء القمع والاستبداد السياسي".

يوجد مقر الجمعية على أطراف مدينة بوتسدام، عاصمة براندنبورج المحاذية لبرلين، هنا يتم تنظيم الاجتماعات والاتصالات بالجمعيات والنوادي النسائية الأخرى أو بانفراد مع نسوة هن في حاجة ماسة إلى الرعاية أو المساعدة.

وتقول أولريكه لاكرو، وهي تداعب صغيرها، إن النساء يجتمعن بانتظام مع ناشطات عربيات لاجئات يعملن في صلب الجمعية من أجل تقديم يد العون والمساعدة من خلال توعية اللاجئة العربية بحقها وواجبها في المهجر الألماني.

وتضيف: "الدور الذي أضلع به في هذا المشروع يغلب عليه الجانب اللغوي أيضا نظرا لتمكني من اللغة العربية والتي ساعدتني في مد الجسور بين النسوة العربيات اللواتي لا يتكلمن غير العربية والأخريات اللواتي لا يتكلمن العربية أو ربط وتوثيق العلاقات مع نواد وجمعيات أخرى إذا ما دعت الحاجة لذلك".

دور اولريكه بالتعاون مع نظيراتها العربيات في الجمعية هو تحسيس النسوة العربيات بحقوقهن وواجباتهن في الجمهورية الاتحادية، كما تطرقت المرأة الألمانية إلى الثراء الثقافي والخبرة التي تتمتع بها هؤلاء النسوة والتي اكتسبنها في بلدانهن.

أصوات نسائية ضد التحرش الجنسي
إن الصوت المرتفع للعربيات الناشطات في الجمعية المدنية يتجلى في أماكن إقامتهن، في المبيتات الجماعية، حيث ينشطن بكل حرية مع بقية النسوة العربيات اللاجئات القاطنات في ظروف إنسانية صعبة، ويدور الحوار في مواضيع شتى مثل تعلم اللغة الألمانية من أجل الاستقلالية عن الرجل، ونساء أخريات يتحدثن عن حقهن في حياة كريمة بين أربعة جدران.

كما يحتل موضوع التحرش الجنسي دوما فضاء في حملات التوعية التي تقدمها العربيات الناشطات في المبيتات التي يزرنها لهذا الغرض، كما قالت أم سورية في مبيت تمبلهوف البرليني.

تعيش أم وليد، البالغة من العمر 45 عاما، في برلين منذ أشهر قليلة، وهي ترى في التحرش الجنسي في المبيتات مشكلة كبيرة، وتضيف: "كثير من الشباب والرجال الذين يلاحقوننا بنظراتهم الفاحشة أو يخاطبوننا كلما كنا بدون رقيب بعبارات جنسية مصحوبة بصفير وكأن النسوة هنا بائعات هوى"، وتضيف أنها سئمت الإقامة في هذه الظروف وباتت غير قادرة على تحمل هذا الوضع.

جمعية نساء في المهجر
تعالج هذا الموضوع من خلال الحديث فيه بدون محرمات وبكل حرية مع الضحايا من الإناث عموما، وتقول أولريكه في هذا الصدد: "تقوم نسوة الجمعية بتقديم النصيحة والطريقة المجدية لمواجهة المتهورين، كما نقدم للنسوة عناوين جمعيات ونواد مختصة في هذا الموضوع، ليحصلن على طرق لمواجهة هذا التصرف الدوني وطريقة تقديم الشكاوى على كل من يتحرش جنسيا على أي كان".

تكاتف الجهود لمكافحة التحرش الجنسي
تعمل أميرة الشافعي في إحدى النوادي العربية المختصة في دعم اللاجئات العربيات لا سيما منهن السوريات والعراقيات، وتقول عن معالجة موضوع التحرش الجنسي: "نحن هنا في النادي نعطى فرصة كبيرة للنساء ليتحدثن معنا بكل حرية حول هذا الموضوع المحرم الحديث فيه علنا في الثقافة الشرقية ونوفر لهذا الموضوع بالذات دوما متسعا من الوقت وإطارا خاصا".

وتقول "أميرة"، وهي تلقى بنظراتها من حين لآخر إلى زميلتها التي تجلس قبالتها، بأن النادي العربي يسعى من خلال توفير مختصين لمثل هذه الإشكاليات إلى دعم شخصية المرأة اللاجئة التي تعيش صدمات جديدة. ويسعى النادي إلى مد اللاجئات بوسائل تساعدهن لحماية أنفسهن.

وتضيف: "لقد استنتجنا في حديثنا مع الضحايا من النساء، وهن لسن بالقليلات، أن التحرش الجنسي لا يقتصر على عدد من الرجال القاطنين في المبيتات الجماعية بل علمنا من النسوة أن هنالك أيضا أشخاصًا من العاملين في المبيتات من المتطوعين أو الحراس يقومون بالتحرش بالنساء".

واختتمت أميرة الشافعي كلامها قائلة أنها على يقين بأن عدد ضحايا التحرش الجنسي مرتفع في المبيتات الجماعية ويفوق النسب المتوقعة.

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل


الجريدة الرسمية