رئيس التحرير
عصام كامل

الرئيس وكشف الحساب والتعليم


تابعت باهتمام حوار الرئيس عبد الفتاح السيسي في محاولة إيجابية منه لم نعتد عليها من رؤساء مصر السابقين، لتقديم كشف حساب عن مدة الحكم، فقد تحدث الرئيس عن التحديات التي واجهت البلاد العامين الماضيين، وأشار أيضًا إلى التحديات التي سوف تواجه مصر العامين المقبلين، وطالب الشعب المصرى كعادته تحمل ظروف البلاد حتى تمر مصر إلى لحظة آمنة ومستقرة.


استمعت وتابعت ما قاله الرئيس عما تم إنجازه في الفتـــرة السابقة، وفى الحقيقة كان حواره يمتاز بالموضوعية والشفافية أمام الشعب المصري، وهذا يتطابق مع ما تم إنجازه على المستوى الداخلي من مشروعات قناة السويس الجديدة ومشروع المليون ونصف المليون فدان، ومحطة الضبعة النوويــة، وشرق التفريعة ومشروع تطوير العشوائيات وإنشاء شبكة طرق جديدة والمشروع القومي للإسكان، وإنشاء مليون وحدة سكنية، والمشروع القومي للكهرباء ومشروعات البنية التحتية، بالإضافة إلى تحقيق الأمن الداخلى.

أما على المستوى الخارجى فقد وضع الرئيس السيسي مصر على الخريطة الدولية والإقليمية بالرغم من الحوداث الإرهابية المتفرقة وبالرغم مما حدث لقطاع اقتصادى كبير من تدمير ألا وهو السياحة والتي تمثل دخلا كبيرا سنويا لمصر..

فقد استطاع الرئيس بالرغم من التحديات الداخلية والخارجية أن ينجز في عامين اتجاهات إصلاحية متعددة في الدولة، بل تطرق الرئيس في حديثه إلى إشكالية الإعلام وقضية الشباب وهذا يدل على انشغاله بكل القضايا في المجتمع وتحدث أيضًا عن أهمية ملف الصحة وملف التعليم، وأقر أن التعليم يحتاج مزيدًا من الوقت، بالفعل الرئيس عبد الفتاح السيسي مدرك ومحلل لكل القضايا الكائنة في المجتمع المصرى وعلى إحاطة كبيرة بها، ولكن اسمح لى ياسيادة الرئيس أن أقول لكم إن قضية التعليم أمن قومى ويجب أن تتصدر أولى القضايا، فالتعليم الهابط هو الذي أنتج لنا في مصر السنوات السابقة السلوكيات الغريبة عن المجتمع بل أنتج لمصر الأفكار المظلمة والمنغلقة والمتعصبة والغير قادرة على الانفتاح أو التقدم وأصبحت عثرة في تقدم الوطن الآن، وأقصد بالتعليم التعليم ما قبل الجامعى والتعليم الجامعى.

فقضية التعليم في اعتقادى ياسيادة الرئيس لا يمكن أن تناقش ولا تحل بعيدًا عن مناقشة أسلوب حياتنا، ولابد الانتقال من المنظور الضيق للمشكلات التعليمية إلى المنظور الأوسع لمشكلاتنا الاجتماعية في تلك اللحظة التاريخية التي نحياها ونقابل من خلالها تحديات وتهديدات سياسية واجتماعية وثقافية وسياسية أيضا.

فالتعليم يشكل الصورة الذهنية لأى مجتمع، وكل مشكلة حقيقية في التعليم ترتد في نهاية الأمر إلى مشكلة رئيسية في المجتمع، وأن رسم وتوصيف صورة لحالة التعليم هو رسم دقيق وتوصيف لصورة المجتمع، ومن ثم مناقشة قضية التعليم من جميع جوانبها الفنية المتعلقة بالعملية التعليمية، يجب أن تتم في وضع التعليم في الإطار الاجتماعى العام وفى مقدمة القضايا التي يجب أن يتم معالجتها.

اسمح لى سيادة الرئيس أن أقول لكم بوصفى أستاذة أكاديمية تدرس للطلاب في مرحلة الجامعة ومنشغلة بالتعليم في مصر: إن اللحظة التاريخية التي نعيشها تتطلب إعمال العقل وإعطاء القدرة العقلية للطلاب للإبداع والابتكار والتفكير في ظل وضع آليات حديثة ومتطورة تراعي الشكل والمضمون وفى ظل مشروع إصلاحى للتعليم لتكون العملية التعليمية ثمارها تنمية الإنسان والمجتمع واستعادة قيمنا الدفينة التي تحملها الهوية المصرية الأصيلة.
الجريدة الرسمية