رئيس التحرير
عصام كامل

إلى أمريكا ورجالها.. انتهى عصر "العلاقات الخاصة"!


انتهى عصر أن يقول رئيس مصر إن "99% من أوراق اللعب في الشرق الأوسط في يد أمريكا"، ليتبقى للقوة العظمي الأخري- وكانت موجودة وقتها ولم تتفكك - ومعها أوروبا والصين وكتلة عدم الانحياز- وكانت بقوتها وقتئذ- ومعهم العرب أنفسهم ومصر نفسها الــ  "1 %" المتبقي!


انتهى عصر أن تعلن أمريكا فيتو على علاقتنا بدولة أخرى، فنستجيب أو تحتج إلى مشروعنا النووي، فيتوقف فنستبدله بالأسلحة الكيماوية فتحتج أمريكا فيتوقف !

انتهى عصر أن تختطف أمريكا طائرة مصرية عليها شخصيات فلسطينية تعهدت مصر بحمايتهم، فلا نسحب سفيرا ولا نطرد سفيرا ولا حتى نستدعي سفيرا !

انتهى عصر أن نفكر في تعمير سيناء ونتراجع حتى لا تغضب أمريكا.. وانتهي عصر أن نفكر في تعاون عربي مشترك لاستصلاح ملايين الأفدنة في السودان الشقيق بتمويل عربي ومساهمة بشرية وفنية من مصر وتسهيلات سودانية فيتوقف المشروع فجأة لاحتجاج أمريكا !

انتهى عصر أن تأتي المعونة الأمريكية وتحدد أمريكا قسمتها بين الدولة ومنظمات التمويل وتقبل الدولة وتخضع ويدفع الجميع الثمن وهو باهظ بطبيعة الحال !

انتهى زمن أن تطلب أمريكا استجواب مواطنين مصريين على أرضنا، وأن ترسل محققيها لاستجوابهم بل وأن ترسل أمريكا إلينا من يريدون استجوابه بالقوة والقوة تعني العنف والعنف يعني التعذيب.. من أجل عيون "الحليف" !

انتهى عصر أن يكون لأمريكا وزراؤها في الحكومة يستعصون على العزل أو الاستبعاد أو التغيير !

انتهى عصر أن تتحدد أجندة الاقتصاد المصري بعيدا عن مصر.. من الخصخصة وتصفية وبيع ممتلكات الشعب المصري بأبخس الأثمان إلى التخلص من الصناعات الثقيلة إلى عدم تعامل البنوك وقروضها إلا في المشروعات الاستهلاكية!

انتهى عصر أن تطلب القوات الأمريكية في سيناء ما تريد، ويتم الاستجابة لها.. وانتهي عصر الهوان أمام الصحف الأمريكية وصحفييها.. وانتهي عصر أن تذهب أمريكا لتضرب في أي مكان ونؤيد أو نتغافل.. وانتهي عصر أن يتمتع أصدقاء أمريكا ورجالها في القاهرة بأي أولويات أو أي أفضليات أو حماية أو أي امتيازات أو حتى أي استثناءات من أي نوع !

انتهى عصر أن يستأسد مندوب أمريكا في مجلس الأمن على مندوبيه الدائمين، فلا أسود منهم اليوم في مجلس الأمن ولا في الجمعية العامة ولا في مقر الأمم بأوروبا !

انتهى عصر يستبعد فيه وزير خارجية أمريكا من التفتيش الذي تقرره السلطات المصرية متي شاءت، وأينما طلبت وانتهي عصر استبعاد سفير أمريكا وحده من احتمالية أي استدعاء للخارجية المصرية.. وانتهي عصر عدم القدرة على طرد مواطنين أجانب لحملهم- لمجرد حملهم - الجنسية الأمريكية !

انتهت أشياء كثيرة.. فقد انتهى باختصار عصر الأدبيات السابقة في التعامل مع الولايات المتحدة، رغم أنها ومنذ فترة لا تلزم مصر أصلا لكن كان على الكثيرين أن يسمعوها بأنفسهم من رئيس الجمهورية.. وقد سمعوها !
اليوم تعود يا وطني!
الجريدة الرسمية