رئيس التحرير
عصام كامل

نظرية الفوضى الإخوانية والسلفية!


قل ما تشاء فى الخلافات بين جماعة الإخوان المسلمين والتيارات السلفية، سواء من ناحية المنطلقات الدينية أو من باب الاتجاهات السياسية أو من زاوية السلوك الفعلى، ولكن عليك أن تسلم بأن الإخوانيين والسلفيين يتشابهون فى السلوك الفوضوى الذى يمارسونه هذه الأيام تحت شعار "سلمية سلمية"!

ولابد أن نبرز التقدير لثورة 25 يناير لأنها هى التى جعلت من شعاراتها الأساسية "سلمية سلمية" فى مواجهة محاولات قمع قوى الأمن فى النظام السابق، وكأن المظاهرات لسان حالها "افتحوا الطريق أمامنا لكى نعبر عن مطالبنا بلا استخدام للقوة ولا ممارسة للعنف لأن مظاهراتنا سلمية سلمية".

ولم تنجح هذه الشعارات بذاتها فى مرحلة مواجهة القوى الأمنية للنظام القديم فى ميدان التحرير، وحدثت مصادمات دامية بحكم استخدام قوى الأمن للعنف المفرط فى تفريط المظاهرات مما ترتب عليه سقوط مئات الضحايا والمصابين.

إلا أن هذا الشعار استمر بعد نجاح الثورة، وإن كان لم يمنع بذاته مصادمات عنيفة فى عديد من الميادين لتدخل – كما قيل- طرف ثالث مجهول أو "اللهو الخفى" استخدم العنف مما أدى إلى مصادمات دموية!

لا علينا! هذه مجرد "فذلكة" لكى نقدم لموضوعنا الأصلى وهو صياغة الإخوان المسلمين لنظرية فى الفوضى تتسم بالأصالة ويستحقون بصددها الانضمام إلى موسوعة "چينيز" فى الأفكار المراوغة التى تمارس الكذب جهاراً ونهاراً تحت شعار "سلمية سلمية".

فقد قررت جماعة الإخوان المسلمين "عقاب" المحكمة الدستورية العليا وقضاتها الأجلاء نظراً لأنهم  -ارتكبوا جريمة- الحكم ببطلان مجلس الشعب، وهو المجلس الذى كان سيتيح للإخوان ممارسة حريتهم الكاملة فى إصدار التشريعات الباطلة لأخونة الدولة وأسلمة المجتمع!

ليس ذلك فقط فإن المحكمة الدستورية كانت ستصدر أحكاماً خاصة بشرعية كل من مجلس الشورى واللجنة التأسيسية لوضع الدستور فتقرر استباق أحكام المحكمة.

ولذلك قررت "الجماعة" حصار مبنى المحكمة الدستورية العليا ومنع قضاتها من الدخول، ومازال هذا الحصار مستمراً حتى الآن.

وحتى لا تتهم جماعة الإخوان المسلمين بأنهم فى الواقع يعتدون على الدستور وعلى سيادة القانون بل ويشككون فى شرعية الاستفتاء على الدستور مادامت المحكمة محاصرة، فإن القيادى البارز الدكتور "البلتاجى" خرج قائلاً –لا فض فوه- لقد صدرت التعليمات للإخوان المسلمين المعتصمين أمام المحكمة ألا يستخدموا العنف!

فكأنه أفتى بأن حصار المحكمة مشروع وأن العنف ممنوع!

ما هذا الهزل فى مقام الجد؟

هل تعطيل المحاكم بالمظاهرات أصبح مشروعا ؟ ألا يعد ذلك عدوانا متعمدا على دولة القانون؟

 

أما النظرية الفوضوية الأخرى فقد صاغها الزعيم "حازم أبو إسماعيل" الذى أصدر الأوامر لأنصاره المعروفين "بأولاد حازم" أصحاب الشعار التاريخى الشهير "حازم لازم" بأن يحاصروا مدينة الإنتاج الإعلامى، لكى يرهبوا الإعلاميين ويعتدوا على ضيوف القنوات الإعلامية الذين يهاجمون "أبو إسماعيل وأولاده"!

والحقيقة أن "أولاد أبو إسماعيل" لم يقصروا فى تنفيذ الأوامر، غير أنهم ابتكروا حلولاً عبقرية حتى يستمر الاعتصام. فقد بنوا أمام مدينة الإنتاج دورات مياه بالطوب الأحمر لزوم الوضوء وأشياء أخرى، كما أنهم مارسوا ذبح العجول والجمال لتفريقها بينهم احتفالاً بممارستهم الفوضى المنظمة فى مصر المحروسة!

لا تسأل -من فضلك- أين الدولة؟

 

وهل محاصرة المحاكم والمرافق العامة والاعتداء على الإعلاميين والمثقفين وقادة الفكر هى من بين الطقوس الإخوانية السلفية المقدسة؟

على كل حال هانت ما دام الشعار المرفوع "سلمية سلمية"!

 


 
الجريدة الرسمية