رئيس التحرير
عصام كامل

كفار قريش.. وحرية الاعتقاد


لا شك أن بعض مواد الدستور الإخواني الغرياني، قد وضعت خصيصا من أجل مصادرة حرية الاعتقاد والتعبير، خاصة وقد نزل هذا الدستور الهابط بكل القيم والمعايير الأخلاقية والقانونية بحق الاعتقاد، من كونه حقا مطلقا، ليصبح (مصونا)، لا فارق بينه وبين حريمهم "المصونات"، اللاتي لا حق لهن إلا في الفراش، ورقعة تسترهن لا فارق بينهن وبين الجواري والإماء.

من أين جاء (الإسلاميون) بإسلامهم؟، ومن أين استقوا مفاهيمهم المتعلقة بحق الاعتقاد؟!.

الجواب (حسب دستورهم)، إنهم استقوا هذه المفاهيم المغلوطة، والمزورة من تاريخ النظم التسلطية الاستبدادية، التي حكمت عالمنا الإسلامي بالحديد والنار، والتي جرمت الخروج عن منظومة الاعتقاد التي صاغتها هذه النظم المستبدة، والتي شلت حرية الفكر والنظر، وجعلت منهما جريمة يعاقب عليها قانون الطغيان الأموي والعباسي بالموت والحرق.

  يروي المؤرخون.. أن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم، عندما توجه إلى مكة ومعه أصحابه، معتمرا يوم الحديبية، منعته قريش من الدخول، كما هو معروف، وأرسلت إليه من يتفاوض معه فقالوا: يا محمد ألا ترجع عنا عامك هذا، إلى أن ننظر إلى ماذا يصير أمرك وأمر العرب، فإن العرب قد تسامعت بمسيرك، فإن دخلت بلادنا وحرمنا استذلتنا العرب واجترأت علينا، علي أن نخلي لك البيت في العام القابل في هذا الشهر ثلاثة أيام، حتى تقضي نسكك وتنصرف عنا، فأجابهم رسول الله، صلى الله عليه وآله، إلى ذلك، وقالوا له: وترد إلينا كل من جاءك من رجالنا، ونرد إليك كل من جاءنا من رجالك، فقال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم: من جاءكم من رجالنا فلا حاجة لنا فيه، ولكن على أن المسلمين بمكة لا يؤذون في إظهارهم الإسلام، ولا يكرهون ولا ينكر عليهم شيء يفعلونه من شرائع الإسلام ، فقبلوا ذلك.

اشترط رسولنا الأكرم، صلى الله عليه وآله، عليهم (أن المسلمين بمكة لا يؤذون في إظهارهم الإسلام، ولا يكرهون، ولا ينكر عليهم شيء يفعلونه من شرائع الإسلام)، فكان أن قبلت قريش ذلك.

أما الآن.. وفي ظل القرشيين الجدد، أو من يسمون أنفسهم بالإسلاميين، فليس من حق أحد أن يظهر أي فكر أو معتقد يخالف المعتقد الوهابي الذي لا يعرف أحد ،على وجه التحديد، ما هو؟، وكنا نتمنى من الرئيس الإخواني أن ينشر العقيدة الإخوانية الرسمية في الجريدة الرسمية حتى لا يعرض نفسه للذبح أو الرجم.

نقلا عن جريدة "فيتو"..



 

الجريدة الرسمية