رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. «غياضة الشرقية» قرية أنقذتها محطة كهرباء بني سويف.. الأهالي: المشروع الجديد فتح لنا أبواب الرزق.. قادرون بالعمل على هزيمة الفقر والبطالة.. وإقامة «وحدة صحية وكوبرى

فيتو


قرية «غياضة الشرقية» هي إحدى القري التابعة لمركز ببا، جنوب محافظة بني سويف، يعيش فيها أكثر من 15 ألف نسمة، يعيشون بين أحضان الجبل وأطلال المقابر، مثلها مثل غالبية قرى المحافظة، تعانى من الفقر والبطالة المنتشرة بين شبابها، جاء إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي، بإنشاء محطة كهرباء عملاقة بالمحافظة، واختيار الأجهزة المعنية للقرية موقعًا للمشروع العالمي، بمثابة "القشة" التي تعلق بها شباب القرية للنجاة من الغرق في براثن الفقر والبطالة.


حراك في القرية
مشروع محطة الكهرباء أحدث حالة من الحراك في القرية، فبدلًا من أن يبدأ الشباب يومهم بالتسكع على مقاهي القرية، اتجهوا للعمل في حرف مختلفة داخل موقع المشروع، فتجدهم يرتدون زيا موحدا ويعملون كخلية نحل وكأنهم يعزفون سيمفونية في دار الأوبرا المصرية.

عندما حاولنا التوجه للقرية لرصد حالة الحراك التي أحدثتها عملية إنشاء محطة الكهرباء، كانت هناك صعوبة في المواصلات لكى تفكر في الذهاب إلى القرية، وعليك بحلين لا ثالث لهما، إما أن تستأجر سيارة من مدينة بنى سويف يطلب سائقها منك 100 جنيه، أو إما أن تعبر النيل "وأنت تردد الشهادتين" في معدية متهالكة تجمع الأهالي والمواشى وسيارات النقل في مشهد ينقصة الحياة الادمية والرقابة.

الوحدة الصحية
في البداية، سألنا أهالي القرية عن مشكلاتهم التي يعانون منها، فقال حاتم حسن أحمد: أهم المشكلات التي تواجهنا، هي الوحدة الصحية التي لا يحضر فيها طبيب، وكذلك عدم وجود كوبري يخدم المنطقة، فالطالب يضطر إلى ركوب المعدية للوصول إلى مدينة ببا، وكذلك مشروع الصرف الصحي، الذي حُرمنا منه، ووجهنا عدة شكاوى واستغاثات لمسئولى المحافظة لكن كان مصيرها التجاهل، حيث لم يتم الرد عليها.

معدية متهالكة
وطالب عيد على صالح، فلاح، بضرورة إقامة كوبري على النيل بدلا من المعدية المتهالكة والتي تعمل في مواعيد معينة لا تناسب الظروف التي يحتاجها أبناء القرية وخاصة طلاب المدارس.

أنتقلنا لجانب آخر من شباب القرية، حيث توجهنا لموقع العمل بمحطة الكهرباء العملاقة، لنجد الجانب الإيجابي في القرية، والذي وجد بإنشاء محطة الكهرباء، فوصف معظم العاملين بالمحطة أنها تشبه السفر للخليج حيث إنها وفرت المال والوقت لأبناء القرية وفتحت بيوت شباب ورجال، كانوا قد فقدوا الأمل في العمل.

قال سمير جاد الله، عامل بالمحطة: "أعمل هنا منذ 3 شهور، ومواعيد عملنا من السابعة صباحًا إلى السابعة مساءً، وهناك وسيلة مواصلات تنقلنا إلى مدينة بني سويف، واستطعنا خلال الشهور الثلاث إنجاز 25% من العمل المكلفين به".

وأضاف محمد حسن، حداد: "الشغل هنا كتير، إحنا مش عارفين الشباب اللي بتقول مفيش شغل، قاعدين ليه في البيوت، تعالوا اشتغلوا في المحطة.. اليوميات هنا كويسة، وبناخد بدل للإجازات، بس الأهم من كل ده إني حاسس أننا بنعمل حاجة للبلد، إحنا بنعمل إنجاز وأنا فخور بعملي في المحطة".

العمل بالمحطة
وقال أحمد يونس فني لحام: "العمل داخل المحطة أفضل كثيرًا من العمل في ورش اللحام الخاصة، يوميات عمال اللحام تبدأ من 90 جنيهًا يوميًا، وهناك يوم إجازة في الأسبوع"، مضيفًا: "فخور بعملي في محطة الكهرباء، وإحنا مستعدين نعمل 24 ساعة عشان المشروع يكمل، ونفسنا نشتغل في المحطة بعد ما تعمل لأننا من قمنا ببنائها".

من جانبه، أكد شريف حبيب، محافظ بني سويف، أن مشروع الكهرباء العملاقة المشروع يشرف على تنفيذه تحالف شركتي "سيمنز" الألمانية والسويدي إليكتريك المصرية بإجمالي قدرة كهربائية 4800 ميجا وات، على مساحة 500 ألف متر مربع، ويقوم على تنفيذ المشروع، العديد من شركات المقاولات المحلية، ويعمل به 4800 فرد من العمالة المصرية من مهندسين وفنيين وإداريين وعمال، مشيرًا إلى أنه أحد أهم مشروعات الدولة مع قناة السويس الجديدة وشبكة الطرق ومشروع الـ1.5 مليون فدان.
الجريدة الرسمية