رئيس التحرير
عصام كامل

بالرسم.. مصادر تسليح إيران خلال 70 عاما.. «ستوكهولم» يكشف: أمريكا أكبر مصدر في الخمسينيات والسبعينيات.. عائدات النفط تمكن «طهران» من الأسلحة الفتاكة والنووى.. والعقوبات تقربها من &

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كشف مركز "ستوكهولم" الدولي البحثي للسلام، عن مصادر تسليح الجمهورية الإيرانية خلال السبعين عاما الماضية، والتي باتت محط جدل واسع بالمنطقة منذ إتمام الاتفاق النووي بين طهران والقوى الكبرى الستة.


أكبر مصدر
جمع المركز البحثي تحويلات الأسلحة التقليدية الأساسية منذ سنة 1950، فتبين أن أمريكا هي أكبر مصدر للأسلحة لإيران بين الخمسينيات والسبعينيات من القرن العشرين، حيث ارتفع معدل تزويد أمريكا لإيران بالأسلحة في سنة 1953، بعد الانقلاب الذي قادته المخابرات الأمريكية والبريطانية ضد رئيس الوزراء المنتخب أحمد مصدق، وعاد الشاة الإيراني محمد رضا بهلوي من المنفى، ليحكم البلاد ويصبح الحليف المقرب من أمريكا.

سبعة أضعاف
ارتفعت المبيعات العسكرية لإيران سبعة أضعاف حجمها خلال عامين، حيث صعدت من 524 مليون دولار سنة 1972 لتبلغ 3.91 مليار دولار سنة 1974، وفق تقرير لجنة موظفي "العلاقات الخارجية" بمجلس الشيوخ الذي صدر سنة 1976، حيث كانت إيران أكبر مشترٍ للسلاح والعتاد الأمريكي.
ويظهر تقرير مركز ستوكهولم الدولي لبحوث السلام بلوغ أعلى نسبة مبيعات في سنة 1977، حيث وافق الرئيس الأمريكي السابق ريتشارد نكسن ومستشاره للأمن القومي هنري كيسنجر لأول مرة عام 1972 على بيع إيران أي أسلحة تقليدية تريدها.

عائدات النفط
حسب المركز البحثي، فإن عائدات النفط مكنت إيران من امتلاك بعض أفضل الأسلحة الأمريكية المتطورة، وتلقت تدريبا ومساعدة تقنية في التعامل معها على يد موظفين أمريكيين، مؤكدا أنه كانت وستظل إيران دولة مهمة جدا بالنسبة لأمريكا وحلفائها، بسبب موقعها الجغرافي والنفط، كما أنها تعطي قيمة كبيرة لعلاقتها بالولايات المتحدة الأمريكية، لاعتقادها أن أمريكا ستأتي لنجدتها لو تعرضت للتهديد.

قوة مهيمنة
ورأى ستوكهولم أن الدعم الأمريكي الكبير لإيران حولها لقوة عسكرية مهيمنة في الشرق الأوسطـ مهد لها الطريق لتطوير سلاحها النووي، ولكن وصول آية الله الخامنئي للحكم، وهو معارض لأمريكا تسبب في تغيير بعض الأمور.

توقف تصدير السلاح الأمريكي لإيران، ومنع نهائيا بعد أن حاصر نشطاء إسلاميون 52 رهينة أمريكية داخل السفارة الأمريكية في طهران في نوفمبر 1979، وعوّضت الصين والاتحاد السوفياتي مباشرة مكان الولايات المتحدة، وأصبحتا المزود الرئيسي لإيران بالأسلحة منذ الثمانينيات حتى اليوم.

تصدير سري
قال المركز البحثي إن كمية صغيرة من الأسلحة قد وصلت إيران بين أعوام 1984 و1986، وذلك بشكل سري وغير مشروع من أمريكا بمساعدة إسرائيل، على الرغم من حظر الأسلحة ضد إيران.

وأوضح أن أمريكا حاولت حماية إطلاق رهائنها في لبنان عبر اتفاقيات الأسلحة السرية، واستخدمت العائدات من المبيعات لتمويل الميليشيات التي تقاتل ضد حكومة الجناح اليساري في نيكاراجوا في محاولة لوقف انتشار الاشتراكية في أمريكا اللاتينية، وهو ما تم معرفته فيما بعد بقضية إيران كونترا.

عقوبات غربية
تسببت العقوبات الأمريكية عام 1979 والتي اشتدت في التسعينيات في اقتراب إيران من روسيا والصين، حيث زادت مبيعات روسيا من الأسلحة بشكل ملحوظ في التسعينيات، ودفعت العقوبات إيران لبناء صناعتها العسكرية الخاصة، فصنعت الجمهورية دباباتها الخاصة، والمدرعات ناقلة الجنود، والصواريخ والطائرات المقاتلة والغواصات، كما صدّرت المعدات العسكرية إلى عديد البلدان مثل سوريا والسودان، وفق ما جاء في التقرير.

وتراجعت مبيعات روسيا من الأسلحة بشكل ملحوظ منذ فرض مجلس الأمن في الأمم المتحدة عقوبات على إيران سنة 2007، بعد فشل محادثات وقف تخصيب اليورانيوم، وهي الخطوة الحاسمة في تصنيع السلاح النووي، ولكن مبيعات الصين لها لم تتاثر.

علاقات قوية
ونظرا لعلاقتها المالية القوية بإيران لم تدعم الصين وروسيا العقوبات إلا بعد تخفيف بعض البنود، بعد أن كانت روسيا قد بنت محطة للطاقة النووية في بوشهر بإيران، والتي من المفترض أنها اكتملت سنة 2011.
وكانت العقوبات قد منعت تزويد إيران بالتكنولوجيا أو المعدات المرتبطة بالنووي، كما فرضت على الدول الأعضاء “توخي اليقظة وضبط النفس” عند نقل الأسلحة لإيران، ولكن لم يفرض المنع الكامل لنقل الأسلحة التقليدية إلا سنة 2010، عندما زادت الأمم المتحدة من تشديد العقوبات.
ومع ذلك حافظت الصين وروسيا على نسبة قليلة من مبيعاتهما من الأسلحة لإيران بين أعوام 2008 و2015، وفي أبريل 2015 تسلمت إيران منظومة صواريخ للدفاع الجوي أثناء مناقشات الاتفاق النووي، التي كانت روسيا شريكا فيها.
الجريدة الرسمية