رئيس التحرير
عصام كامل

دبلوماسي إسرائيلي: نحتاج إلى مبادرة دولية للتفاوض

فيتو

من المتوقع أن يتم قريبًا عقد مؤتمر لإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط، لكن قبيل هذا الحدث يتولى سياسي متشدد منصبا وزاريا في الحكومة، إن ذلك لا يُسهل مهمة نتنياهو، كما يرى أفي بريمور، السفير الإسرائيلي الأسبق في ألمانيا.

بريمور يُرتقب أن تُعقد جولة جديدة من محادثات السلام بالشرق الأوسط في العاصمة باريس، وهذه المرة دون مشاركة إسرائيل أو الفلسطينيين، ما الجدوى إذًا من هذا اللقاء؟

هناك طبعًا جدوى من ذلك، فالفرنسيون يخططون لإطلاق مشروع دولي للمفاوضات، وهذا يعني من جهة أخرى أنه لا توجد اليوم أرضية مشتركة تجمع الإسرائيليين والفلسطينيين، وهنا يجب أن يتوفر أحد الأطراف على فكرة يمكن عرضها أو تصورها حول الشرق الأوسط، وطبعا بشكل يمكن انتزاعه بشكل غير رسمي، مما لا شك فيه هو أن الفلسطينيين لا حول لهم وأن الحكومة الإسرائيلية لا تود مفاوضات أو حلول وسط، إذًا يجب على المجتمع الدولي، أوروبا وأمريكا محاولة القيام بذلك دون الإسرائيليين والفلسطينيين، أعتقد أن هذا منطقي جدا.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يريد التفاوض مباشرة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، فلماذا لا يفعل ذلك؟

نعم، ذلك ليس إلا نوعا من الدعاية، هو في الحقيقة لا يريد التفاوض مع الفلسطينيين، إنه يريد التحدث مع الفلسطينيين، لكن يريد أن يفرض عليهم إملاءات وليس التفاوض معهم أو البحث عن حلول وسط، ونحن نعلم أنه عندما يتحدث عن دولتين، فإنه يعني دولتين لا يمكن للفلسطينيين القبول بهما البتة، إنها فقط دعاية.

فرضية الدولتين الجارتين لا تزال قائمة بالنسبة للحكومة الإسرائيلية، فما فرص نجاح هذا الخيار في ظل سياسة استيطان تمزق بالأساس المناطق الفلسطينية؟

إذا تعلق الأمر بالأراضي المحتلة، فإنها أراض فلسطينية يسكنها فلسطينيون، والحكومة الإسرائيلية تريد ضمها جزئيا، يوجد وزراء في الحكومة الإسرائيلية يريدون ضم كل شيء، وآخرون يعتبرون أن ذلك غير ممكن بسبب المسألة الديمغرافية، لكن أطراف الجناح اليميني يعتبرون أننا بحاجة إلى تقسيم وإلى دولة فلسطينية مع الاستيلاء على 60% على الأقل من مجموع الضفة الغربية، حيث يتم تشييد غالبية المستوطنات، 40% المتبقية يمكن تشكل يلها كدولة للفلسطينيين، لكن ممزقة الأوصال ومحاطة بإسرائيليين.

قبل انطلاق مبادرة السلام في باريس يؤدي وزير دفاع جديد قسم الولاء، وهو أفيجدور ليبرمان المعروف بتصريحاته المعادية للعرب، ما هي الفئة التي يمثلها هذا الرجل في إسرائيل؟

هذا الرجل يبقى بالأساس شعبويا، ما يهمه هم ناخبوه وهم مهاجرون ينحدرون من روسيا، إنهم في الغالب يمينيون متطرفون حصلوا على تكوينهم في روسيا، وما يهمهم في الحقيقة هي القضايا الاقتصادية، هؤلاء هم زبائن، والآن أصبح وزيرا للدفاع، وهذا يعني أنه أهم وزير بعد رئيس الحكومة، ومن ثم يجب عليه كسب ناخبين جدد؛ لأنه لا يستطيع أن يعول دائمًا على الروس القدامى الذين يتراجع عددهم، بحيث إن العديد منهم يعتقدون أن الأمر يتعلق بموقف انتهازي سيغير من سلوكه، خلافًا لتصوراته الأصلية، في المستقبل يجب عليه إقناع أناس آخرين جدد.

قلت مرة في إحدى المقابلات، وكان ذلك في صيف 2013 بأنه لم يعد هناك في إسرائيل من يؤمن بالسلام. هذه القدرية تنبع من الامتناع عن بذل جهد في قضية تبدو بدون حل، أما زلت متمسكا بهذا التقدير المتشائم؟

نعم، لكني لن أقول إن جميع الإسرائيليين يفكرون على هذا النحو، إنما غالبيتهم، وهذا يرتبط كثيرا بالدعاية الرسمية. في كل مرة يتم الإعلان فيه عن عدم وجود شركاء ولا يمكننا التوصل إلى محاورين، وبالتالي فلا وجود لحل، إنها دعاية تفيد أن الفلسطينيين إرهابيون ولا يريدون سوى تدمير إسرائيل، بالطبع لا يؤمن جميع الناس بذلك، لكن العديد من الناس متأثرون بالدعاية الرسمية.

وهذا كان دوما موجودا في إسرائيل، وعندما تم الإعلان رسميًا على ضرورة التفاوض مع الفلسطينيين، فإن غالبية الإسرائيليين آمنت بالمفاوضات، وهذا يعني بأن غالبية الإسرائيليين يؤمنون بالدعاية الرسمية.

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل


الجريدة الرسمية