رئيس التحرير
عصام كامل

حريق «رادوبيس» يصيب المسئولين بالذعر.. وزير الثقافة: تاريخ السينما المصرية محفوظ.. رئيس «الاستوديوهات» تتهم الحماية المدنية بالتقصير.. النيران تتلف محتويات استوديو الحارة.. ومسئول

فيتو

 انتابت كبار المسئولين حالة من الذعر والخوف على ضياع تراث السينما المصرية عقب نشوب حريق ضخم في سينما رادوبيس التابعة لأكاديمية الفنون بالهرم، وامتداده إلى شركة الضوء والصوت للسينما.


 وعلى الفور انتقل حلمي النمنم، وزير الثقافة، وإيمان رَجال، رئيس قطاع الاستوديوهات بأكاديمية الفنون، وأحمد عوض، المشرف على القطاع القومي للسينما، واللواء أحمد حجازي، مدير أمن الجيزة، وغيرهم من كبار المسئولين لمتابعة مجريات الأمور على أرض الواقع.

 وزير الثقافة
 وصل الكاتب حلمي النمنم، وزير الثقافة، إلى موقع الحريق منذ بدايته، للوقوف على حجم التلفيات في الديكورات، والمعمل والمخزن واستوديو النحاس والسينما.

 وأكد "النمنم" أن «تاريخ السينما المصرية محفوظ في أيدٍ أمينة»، موضحًا أن النيران التي اشتعلت في سينما رادوبيس التابعة لأكاديمية الفنون بالهرم، وشركة الصوت والضوء للسينما، لم تمتد إلى المكان المحفوظ به تاريخ السينما المصرية، وأن النيران اشتعلت فقط في استوديو الحارة والتهمت ديكوراته بالكامل.

 وأضاف وزير الثقافة أن الديكورات التابعة لاستوديو الحارة والتي التهمتها النيران بالكامل، كانت تستخدم في تصوير الأعمال الفنية، وعمرها يزيد على 25 عامًا، موضحًا أن سبب الحريق غير معروف حتى الآن، وأن نتائج التحقيقات الأمنية ستوضح السبب وراء الحريق.

 وأوضح أن قوات الحماية المدنية نجحت في منع امتداد النيران إلى نطاق أوسع، في الوقت الذي كانت كل العوامل تنذر بزيادة نطاق الحرائق بسبب وجود كميات كبيرة من الأخشاب وما شابهها من خامات مستخدمة في الأعمال الفنية، بالإضافة إلى زيادة سرعة الرياح بشكل غير مسبوق.

 مدير أمن الجيزة
 كما وصل إلى موقع الحريق اللواء أحمد حجازي، مدير أمن الجيزة، لمتابعة جهود قوات الحماية المدنية في السيطرة على الحريق، وطمأنت الأهالي من سكان منطقة الهرم الذين سيطرت عليهم حالة من الذعر خوفًا من امتداد النيران إلى العقارات المجاورة.

 اتهام للحماية المدنية
 وأكدت إيمان رَجال، رئيس قطاع الاستوديوهات بأكاديمية الفنون، أن السبب في اشتعال الحريق مرة أخرى بعد إخماده هو عدم قيام قوات الحماية المدنية بواجبهم على أكمل وجه، قائلة: «واضح إن المطافي لما جات أول مرة مطفِّتش كويس».

 وأضافت "رجال" أنها كانت تتابع بصفة دورية كل تطورات الحريق قبل أن تحضر لتتابع الوضع على الطبيعة، مشيرة إلى أن النيران لم تتلف الكثير من التراث المحفوظ داخل مخزن نيجاتيف واستوديو نحاس.

 وأشارت رئيس قطاع الاستوديوهات بأكاديمية الفنون، إلى أن آخر حريق نشب في المكان كان عام 1993، وتصادف وقتها اندلاع النيران في استوديو الحارة، ليعيد ما حدث في حريق أمس الذي يُعد صورة كربونية للمشهد الذي وقع منذ 23 عامًا.

 إتلاف استوديو الحارة
 ومن جانبه أكد أحمد عوض، المشرف على القطاع القومي للسينما، أن الخسائر التي خلفها الحريق الذي نشب داخل سينما رادوبيس التابعة للأكاديمية بشارع الهرم، وشركة الصوت والضوء للسينما، تمثلت في إتلاف استوديو الحارة بالكامل.

 وأضاف "عوض" أن الحريق نشب في حارة النحاس، وحاول رجال أمن المركز القومي للسنيما إخماده رغم أن الدخول إلى مكان الحريق كان صعبًا بسبب ضخامة الحريق في النخيل المشتعل.

 وتابع المشرف على القطاع القومي للسينما: "أكدنا على قوات الحماية المدنية، فور وصولهم، ضرورة العمل بأقصى جهد لإخماد الحريق، وشرحنا لهم أهمية وقيمة المعمل وما يحويه من تراث للسينما المصرية المتمثل في آلاف الأفلام».

 حجم الخسائر
 وعن حجم الخسائر، أكد أحد المسئولين بالمركز القومي للسينما، أن تكلفة الخسائر باستوديو الحارة الذي التهم محتوياته الحريق الذي نشب داخل سينما رادوبيس التابعة لأكاديمية الفنون بالهرم، بلغت مليون جنيه، ومؤمن عليها.

 وفي السياق ذاته قال أحد العاملين بسينما رادوبيس التابعة للأكاديمية بشارع الهرم، إن الحريق لم يمتد إلى معمل تحميض الأفلام أو بلاتوهات التصوير، مؤكدًا أن "أي كلام يقال عن تلف معمل التحميض كله كدب"، مشيرًا إلى أن الخسائر كلها تتمركز في تلف استوديو الحارة، دون وقوع أي إصابات أو خسائر في الأرواح.

 وأشار إلى أن جميع العمال كانوا غير موجودين في المكان وقت اندلاع الحريق بسبب عدم وجود تصوير، ولم يكن موجود سوى أفراد الأمن.

 وأضاف عامل آخر أن استوديو الحارة الذي أتلف الحريق محتوياته تم تصوير الكثير من الأفلام والمسلسلات بداخله، مضيفًا أن الفنان عادل إمام، من أكثر النجوم الذين يعشقون التصوير داخله، ومن أهم أعماله التي صورها فيه هي فيلم «بخيت وعديلة» و«الجردل والكنكة»، وغيرهما من الأعمال التي تعد علامات فارقة في تاريخ السينما المصرية.

 وأوضح أن هناك فنانين آخرين بخلاف عادل إمام يعشقون التصوير في استوديو الحارة، مثل الفنانة يسرا والفنان محمد منير.

 شهود العيان

 فيما قال أحد شهود العيان على الحريق، إنه اندلع الساعة 4.5 عصر أمس الخميس، في نخلتين مزروعتين بالشارع، وانتقل منهما إلى مبنى الأكاديمية، مضيفًا أن قوات الحماية المدنية وصلت إلى المكان فور اندلاع الحريق وتمكنت من إخماده والسيطرة على الموقف في وقت قياسي، ولكن بعد مغادرتهم اشتعلت النيران مرة أخرى وامتدت إلى داخل مدينة السينما، والتهمت الديكور والأخشاب واستوديو الحارة.

الجريدة الرسمية