رئيس التحرير
عصام كامل

أنا الشعب!


لو نظم معهد أو نظمت هيئة أو جهة أو مؤسسة مسابقة لاختيار متحدث باسم الشعب المصري، لتقدم لها عدة آلاف من المواطنين وربما أكثر.. فمنذ الخامس والعشرين من يناير ٢٠١١، ولدينا بالفعل عشرات وبل مئات من الذين يقدمون أنفسهم كمتحدثين باسم الشعب المصري، وبدون استنئذان هذا الشعب أو حتى معرفة وإلمام بما يريده هذا الشعب وما لا يريده !


هؤلاء يعتبرون كل ما يرونه ويفكرون فيه هو الحقيقة، ولذلك لا يتحدثون إلا بلسان المجموعة التي ينسبون إليها كل آراء الائتلاف الذي يجمعهم، أو الحزب الذي انضموا إليه، فهم يتحدثون إلينا بوصفهم معبرين عن كل عموم الشعب وليس حتى أغلبيته.

المتحدثون باسم الشعب الآن كثيرون، ومنهم من يطلب آراء وأفكارا مختلفة ومتعارضة ومتصادمة، ومع ذلك لا يتنازلون عن صفة المتحدث باسم الشعب.. بل إن بعضهم بعد أن تبين عدم وجود قبول جماهيري لما يقوله أو ما يطلقه من آراء وما يعرضه من أفكار لم يراجع نفسه أو يعتذر عن أنه تحدث خطأ باسم الشعب، وأنه فهم هذا الشعب خطأ، بل انطلق يهاجم الشعب لأنه لا يسير وراءه ولا يضل بآرائه وأفكاره ورؤاه.
وهكذا.. كم من الجرائم ترتكب باسم الشعب!
الجريدة الرسمية