رئيس التحرير
عصام كامل

أسود الخارجية ومعركة مصر ضد إسرائيل في كينيا!


قلنا إن الدبلوماسية المصرية لم تعد كما كانت، وأنها الآن تسترد عصرها الذهبي المستند أساسا على إحياء الكرامة الوطنية مضمونا وشكلا، والشكل في الدبلوماسية له اعتباراته وأهميته ولا يقل عن المضمون!


كثيرون لا يريدون أن يصدقوا ذلك رغم الأدلة كل يوم.. من موقعة مصر والولايات المتحدة في المقر الأوروبي للأمم المتحدة بجنيف بقيادة مندوبنا الهمام السفير عمرو رمضان، إلى موقعتنا مع أمريكا أيضا في مجلس الأمن عن قوات الأمم المتحدة بقيادة سفيرنا المحترم عمرو أبو العطا، إلى الرقم القياسي في طرد دبلوماسيين أمريكا وأجانب خلال العامين الماضيين تم طردهم من مطار القاهرة تطبيقا لمبدأ المعاملة بالمثل، لعدم حصولهم على تأشيرات دخول مكتفين بجوازهم الدبلوماسي، فكان مصيرهم الترحيل فورا ! بل وإلي استدعاء السفير الأمريكي نفسه وتوبيخه عن استقبال أمريكا لوفد من الإخوان، إلى قرار مجلس الأمن باعتبار الجولان أرضا محتلة ورفض المجلس للبلطجة الصهيونية ومحاولتها ضم الجولان إليها وهو كله تم بجهد دبلوماسي مصري وغيرها وغيرها!

هؤلاء-الكثيرون-الذين لا يصدقون لأنهم أصلا لا يريدون أن يصدقوا، حيث إن كل ما سبق منشور ومرفوع صوتا وصورة وإجراء بعد إجراء، لكنهم يتكيفون مع عقولهم المضطربة أكثر من تكيفهم مع الواقع، وينقادون خلف نفوسهم الأكثر اضطرابا، لأنه عندهم أسهل من الاعتراف بالحقيقة..وآخر ذلك كان في اليومين الماضيين إذ للمرة الـ 1000 يصدقون رواية الغرباء فيما يخص بلدهم، حيث اتهمت مندوبة كينيا مندوب بلدهم-مندوب مصر-بأنه أهان الأفارقة وأنه تسبب في أزمة لمصر وللمصريين، ثم ينفرد الزميل أحمد جمعة الصحفي المحترم بـ"اليوم السابع" بفيديو تزيد مدته على الخمس ساعات يثبت -بالصوت والصورة- دور مصر ضد إسرائيل، دعما لقرار إدانتها في جرائمها ضد الأشقاء بفلسطين، وهو القرار الذي تآمر عليه رئيس مؤتمر الأمم المتحدة لحماية البيئة، ومعه دول أخرى على رأسها أمريكا..

حتى اكتشفنا انحياز كينيا نفسها لإسرائيل، ومعها دول أفريقية بينما دعم القرار مندوب مصر ومعه المندوب السوري عبد المنعم عنان، ومعهما مندوب باكستان رضا بشير، ثم دعم أقل لمندوبة إيران معصومة ابتكار، ثم دعم أقل وأقل من دول أخرى، واستمرت المعركة حتى نهاية المؤتمر بتراجع قليل لموقف مندوب سوريا، وأكثر منه مندوبة إيران بينما ظل المندوب المصري قويا صامدا شامخا ممثلا لبلد كبير في قضية كبيرة، ومع ذلك لا يخجل البعض منا-هنا-من الاستناد في الرواية إلى مندوب كينيا التي تآمرت على القرار والمؤتمر كله !! ولا حول ولا قوة إلا بالله !

المؤتمر بكامله صوتا وصورة موجود للتاريخ..وللزمن وبالتالي فلا نقبل معه إلا ما هو أقوي من الصوت والصورة، وبالتالي فليصمت أو فليخرس كل من لا يعرف شيئا أو من لا يمتلك شيئا مما جري، وكل من يسعي للتخديم على مزاعم معادية بلا أي دليل ولا أي منطق!!
الجريدة الرسمية