عصام كامل يكشف: قرض المجر لعربات السكة الحديد «كارثة».. سماسرة القروض خدعوا الرئاسة.. ٧٠٠ عربة مصيرها النهب.. سحر نصر ليست المتورطة الوحيدة.. ولا نملك جراجات لتلك العربات!
فاجأتنا الدكتورة سحر نصر، وزير السلف الدولى، عافانا الله وعافاها، بالقول، إن دولة المجر الشقيقة - شقيقة لسيادتها - انتزعت من روسيا حق توريد ٧٠٠ عربة قطار مكيف درجة ثانية من روسيا حيث استطاعت المجر أن تهزم روسيا بالضربة القاضية بعد أن خفضت من فوائد قرضها إضافة إلى رقة قلبها - قلب المجر وليس الوزيرة- حيث أعلنت إنها ستمنحنا هدية ٨٠ عربة قطار فوق البيعة.
الحق أقول إن الدكتورة سحر ليست الوحيدة المتورطة في الأمر.. أقول المتورطة إذ أن ما يحدث هو جريمة بكل المقاييس.. منذ دقائق التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي بالسيد فيكتور أوروبان رئيس الوزراء المجرى ومن المؤكد أن من رتبوا للقاء لم يقدموا للرئيس المعلومات الدقيقة حول هذا الأمر وهو ما نقدمه لسيادته في هذه السطور.
نذكر السيد الرئيس بأوامره بتجديد كافة عربات السكة الحديد في مايو ٢٠١٥ وبتكلفة قاربت على المليارات الأربعة وهو الأمر الذي انتهت منه ورش السكة الحديد وعدد من المؤسسات الحكومية الأخرى أي أننا جددنا كل العربات تقريبا وهو رقم كبير جدا ونؤكد للسيد الرئيس أيضا أن المجر لم تعد تصنع القطارات وإنما تجتذب الصينيين لذلك، ونؤكد لسيادته ثالثا، أن مصر أرسلت وفدا إلى لاتفيا واطلع على تكنولوجيا صناعة القطارات واتفقنا على إنشاء مصنع مشترك بمصر تنقل من خلاله تكنولوجيا صناعة القطارات وتصبح مصر بوابة أفريقيا على هذه التكنولوجيا وباستثمارات لا قروض.
ونضيف لسيادة الرئيس أن عدد ٧٠٠ سيارة دفعة واحدة لسنا بحاجة إليه ولعلنا لا نقول له سرا إنه ليس لدينا جراجات لهذا العدد ونؤكد لفخامته أن القطارات إن لم تسر على الطرق فإنها تنهب كلها وبالتالى فلن يكون أمامنا سوى أن تظل هذه العربات الجديدة تسير ليل نهار دون هدف لأننا لو تركناها فإن مصيرها هو مصير القضبان التي سرقت والقطارات التي نهبت. أعود إلى قصة لاتفيا التي اتفقت معنا على نقل التكنولوجيا إلينا والعمل بعمالة مصرية ولاتفية في هذا المصنع مع تشغيل ٣٠٠ مصنع آخر لصناعات مصرية مغذٍ وكيف سافر وفد مصري واطلع على ذلك.. ما الذي غير الدفة إلى المجر.. ببساطة سماسرة القروض وشخص نعرفه جيدا هو الذي يقف وراء هذا التحول.. تحول كارثى فلا نحن بحاجة إلى هذا الرقم الضخم الآن ولا نحن نمتلك الجراجات الخاصة لذلك ولا المجر نفسها لديها تكنولوجيا تمنحها لنا في هذا المجال والقصة من بدايتها إلى نهايتها تكمن في مافيا القروض.