بالفيديو.. وزير الخارجية: «سد النهضة» واقع ولا يجوز دفن رءوسنا في الرمال.. الموقف الفلسطيني سلبي ولا يخدم القضية.. «موضوع ريجيني خد أكبر من حجمه».. سعودية «تيران وصنافير»
حل السفير سامح شكري، وزير الخارجية، ضيفًا على الإعلامي تامر أمين، مقدم برنامج «الحياة اليوم»، المذاع على فضائية «الحياة»، للحديث عن أبرز الملفات والقضايا الخارجية التي واجهتها الدبلوماسية المصرية، بالإضافة إلى قضية سد النهضة، وسد الكونغو المزمع إنشاؤه وتأثيره في حصة مصر المائية.
«سد النهضة»
قال السفير سامح شكري، وزير الخارجية: إن الدولة المصرية تسير وفق خارطة طريق واضحة حول قضية سد النهضة، مشيرًا إلى أن اتفاقية المبادئ في الخرطوم ضمت إثيوبيا، وتنظم العلاقة بين الدول الثلاثة.
وأضاف وزير الخارجية، أن سد النهضة واقع مادي، ولا يمكن أن ندفن رءوسنا في الرمال، وعلينا تجنب أضراره وتنظيم عمله للحفاظ على حقوقنا المائية.
وأكد "شكري" أن الجانب الأثيوبي أبدى استعداده للتعاون المشترك بعد أن كانت لديهم شكوك كبيرة تجاه النوايا المصرية بسبب مؤتمر الرئيس المعزول محمد مرسي الذي تم إذاعته على الهواء.
مخاوف سد النهضة
وأوضح وزير الخارجية أن مصر تقدر المخاوف الإثيوبية، وإعادتنا للثقة معها تتطلب جهدًا كبيرًا لتخطي جميع العثرات التي ترتبت بسبب اجتماع "مرسي" الشهير، لافتًا إلى أن سد الكونغو لن يكون له أي تأثير على مصر مائيًا.
وأكد "شكري" أن الدول لا تتخذ مواقف جامدة، وتراعي الموقف الدولي، ونطالب الجانب الإثيوبي باحترام الدراسات الفنية حول سد النهضة، مشيرًا إلى أن الدراسات الفنية حول السد قاربت على الانتهاء، واقتراب التوقيع على العقد الاستشاري لتشغيل السد بما يتوافق مع منظومة باقي السدود.
شبح الإرهاب
وذكر وزير الخارجية أن التجارب التي خاضتها الدولة المصرية جعلت دورها مسلطًا على القضية الفلسطينية وإعطاء القضية الفلسطينية اهتمامًا خاصًا، نظرا لتأثيرها في الوضع الإقليمي ومصر بشكل خاص.
وأشار وزير الخارجية، إلى أنه مع استعادة مصر دورها الإقليمي ومركزها في الاتحاد الأفريقي ومجلس الأمن وتواصلها مع شركائها الدوليين، كان من الطبيعي أن يلمس الرأي العام مزيدًا من الاهتمام وإعطاء القضية الفلسطينية الأولوية في هذه الفترة.
وأوضح "شكري" أن "مصر على استعداد أن يكون لها دور ميسِّر وفاعل في حل الأزمة الفلسطينية ما دامت الرغبة موجودة"، لافتًا إلى أن مصر منخرطة مع الجانب الفرنسي لبلورة المبادرة المطروحة من أجل المساعدة في الأزمة الفلسطينية.
وتابع شكري: "دلالة مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي بخصوص حل القضية الفلسطينية في هذا التوقيت تشير إلى ضرورة إنهاء الصراع وتحقيق السلام والاستقرار، للتفرغ لمواجهة الضغوط الساخنة في المنطقة وعلى رأسها الإرهاب".
الموقف الفلسطيني
واستطرد وزير الخارجية، إن الأداء الفلسطيني حاليًا سلبي، ولا يساهم في حل القضية الفلسطينية وإنهاء الاحتلال والاستيطان، لافتًا إلى أن حالة التشكيك الموجودة بين حركتي «فتح» و«حماس» تؤذي القضية الفلسطينية.
وتابع وزير الخارجية: "يجب على الأطراف الفلسطينية إنهاء الصراع والمصالحة والارتقاء بمصلحة الشعب الفلسطيني، والتخلي عن الصراعات والمصالح الضيقة".
وأوضح شكري: "على الأطراف الفلسطينية الجلوس معًا والتفاهم لتلبية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، فلا بد أن يأتي التغيير من أصحاب الشأن ولا يفرض عليهم من أحد".
قضية ريجيني
وأكد "شكري" أن مصر تربطها مع الجانب الإيطالي علاقات جيدة ووثيقة ومشتركة في كثير من الأمور والقضايا عبر التاريخ، مضيفًا: "موضوع ريجيني خد أكبر من حجمه، والعلاقات المصرية الإيطالية المصرية جيدة".
وأوضح وزير الخارجية أن ظروف اختفاء "ريجيني" وقتله بهذا الشكل هي ما أثارت جدل وتلميحات الجانب الإيطالي، وجعلت الأمر يأخذ منحًى سلبيًا، لافتًا إلى أن العديد من المواطنين في العالم يتعرضون لعمليات قتل واعتداء.
وتابع شكري: "نظرًا لخصوصية العلاقة مع إيطاليا، تعاملنا مع القضية بشفافية كاملة"، مشيرًا إلى أنه تم استقبال وفود إيطالية للوقوف على سير التحقيقات، وتم وإرسال وفود مصرية لعرض التحقيقات، مؤكدًا أن مصر مستمرة في كشف ملابسات الحادث، والقبض على الجناة وتقديمهم للعدالة.
رد الفعل الإيطالي
وشدد على أن رد الفعل الإيطالى في حادث "ريجيني" كان عاطفيًا أكثر منه عقلانيًا مترويًا، الأمر الذي بدوره زاد الموقف تعقيدًا، لافتًا إلى أن الدولة المصرية أخذت على عاتقها خلال تلك الأزمة ضرورة الحكمة ومراعاة مشاعر الإيطاليين.
وأوضح وزير الخارجية، أن هناك أيادي عبثت في حادث مقتل الشاب الإيطالي "ريجيني"، مؤكدًا أن هناك وسائل إعلام عالمية ودوائر سياسية ذهبت للتجني على الدولة المصرية دون دليل مادي موضوعي، وتصوير الأمر بما يرضي أهدافًا سياسية، مشيرًا إلى أن الفترة الحالية تشهد حالة من التفهم الكبير مع الجانب الإيطالي.
العلاقات المصرية السعودية
وشدد وزير الخارجية على أن العلاقة المصرية السعودية وثيقة وقوية، وتسهم في استقرار المنطقة العربية، لافتًا إلى أن الترابط والتفاهم في العلاقات المصرية السعودية تعد العامل القوي الذي يساهم في قدرة البلدين على مجابهة التحديات والقضايا الشائكة الموجود في المنطقة.
وأوضح وزير الخارجية: أن وتيرة العلاقات المصرية السعودية ثابتة، وتنمو منذ الملك عبد الله، وصولًا إلى الملك سالمان، والمملكة في حد ذاتها تتطور بما نشهده من سياسات وطموحات يتم تنفيذها من قبل القيادة السياسية في المملكة، وهذا أمر من شأنه أن يعزز من قدراتها وجعلها شريكًا قويًا لمصر، مؤكدًا أنه بقدر ما تقوى المملكة تقوى مصر.
اتفاقية ترسيم الحدود
وأكد أن السلطة التنفيذية تمتلك الثقة الكاملة في المواطن المصري، بما يجعلها تتخذ قرارات بشكل يرضي ضميرها واتفاقًا مع المصلحة العليا والقومية، للبلاد، مؤكدًا أن قرارها في اتفاقية الحدود الخاصة بجزيرتي «تيران وصنافير» ليس هو النهائي، وإنما القرار يرجع لممثلي الشعب في البرلمان.
وأوضح وزير الخارجية: أن من نتاج ثورتي 25 يناير و30 يونيو ترسيخ نظام مبني على مبادئ دستورية واضحة والفصل بين السلطات، لافتًا إلى أن الانتخابات الحرة والبرلمانية دليل على وجود إرداة للشعب.
وتابع شكري: "كلنا ثقة بأن النظام السياسي الحالي يساعد على التطوير والنمو بشكل كبير"، مؤكدًا على ضرورة عدم التعامل مع الموضوعات بالانتهازية أو التعاطف، والجهاز التنفيذي المصري ليس واردًا أن يفرط في الأراضي المصرية.
الجسر البري المصري السعودي
وقال السفير سامح شكري، وزير الخارجية، إن تنفيذ الجسر البري المصري السعودي، يتطلب استيفاءه للدراسات الاقتصادية والبيئية أولًا، لافتًا إلى أنه أمر ثنائي بين البلدين، ومرتبط بجدوى اقتصادية.
وأوضح وزير الخارجية أن الإعلان عن مشروع الجسر البري واحتضان الجانبين للفكرة له اعتبار معنوي وسياسي، مشيرًا إلى أن الرباط القائم بين المملكة والدولة المصرية يشهد له بالقوة.
وتابع شكري: "بقدر تعلق الشعب المصري للملكة العربية السعودية للارتباط التاريخي ووجود المقدسات في الأراضي السعودية بقدر ما وجود تتطلع من قبل المواطن السعودي تجاه مصر لآثارها وتاريخها الثقافي، مؤكدًا أن القرار سيظل مصريًا سعوديًا.
العلاقات الأمريكية المصرية
وأكد السفير سامح شكري، وزير الخارجية، أن الولايات المتحدة لم تشكك للحظة في الانتخابات المصرية وشرعية الرئيس عبد الفتاح السيسي، لافتًا إلى أن الولايات المتحدة لا يمكنها إغفال دولة بهذا الحجم.
وأضاف وزير الخارجية: "نقدر أن يتم صياغة القرار في الولايات المتحدة الأمريكية من خلال دوائر ومؤسسات كثيرة تساهم في صناعة القرار، مع وجود ضغوط من قبل وسائل أخرى لبلورة قرار عكسي ضد مصر وأخذ مناحٍ ليست مبشرة، لكنها أمور ستتغير قريبًا".
وأوضح "شكري" أن "السياسة المصرية ترسم وفقًا للإرادة الشعبية والرأي العام"، مشيرًا إلى أن مصر دولة لها وزنها وقوامها وقدراتها على المستوى الإقليمي والدولي، وقادرة على أن تضع رؤيتها وتطرحها بشجاعة، وأن تختلف مع شركائها.
وأكد أن التجارب أثبتت أنه كثيرًا ما كانت الرؤية المصرية هي الرؤية الصائبة، ولو كان شركاؤنا اهتموا بهذه الرؤية لعفوا أنفسهم من كثير من المخاطر.