رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. أزمات تجاهلها السيسي في خطاباته.. تعرية مصري على يد كفيل كويتي وتصويره وانتهاك آدميته.. احتجاز نقيب الصحفيين وعضوي المجلس رغم الاهتمام العالمي.. وأزمة النقابة مع الداخلية «الأبرز»

فيتو


لا يمكن إنكار تواصل الرئيس عبد الفتاح السيسي المستمر مع الشعب، سواء عن طريق خطاباته وكلماته، أو عن طريق وسائل الإعلام ومسئولي الحكومة.


ويتطرق الرئيس في خطاباته إلى ما يؤرق الشعب، ففي خطابه أمس خلال افتتاح مشروع حي الأسمرات، تحدث السيسي عن مشكلة سكان العشوائيات، وتحدث عن سيدة قرية الكرم بالمنيا، والتي تمت تعريتها من قبل بعض أهالي القرية، إلا أن الرئيس تجاهل عدة موضعات لا تقل أهمية عن أية مشكلة تخص الأمن القومي، نتعرف عليها في السطور التالية.

تعرية مصري بالكويت
منذ عدة أيام، فجر مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي لكفيل كويتي يجرد مواطن مصري من ملابسه ويضربه ويسبه بأسوء الألفاظ ويهدده بالتبول عليه، غضب المصريين خاصة والإنسانية أجمع.

وطرح الفيديو عددًا من التساؤلات حول كرامة المصري في الداخل والخارج ودور الحكومة في حمايته، خاصةً أن الكفيل الكويتي صور جريمته ليتفاخر بساديته.

وتطرق عدد من النشطاء إلى قضية أن المُنتَهك عرضه لو كان أمريكيًا لقامت الدنيا ولم تقعد، ولكنه ليس بأمريكي، ما حول الأمر إلى قضية رأي عام، ناقشها الجميع من وسائل إعلام ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي والحقوقيون بكل مكان، إلا أن الرئيس تجاهل الحديث عن القضية في خطاباته أمام، والتي كان آخرها خطاب يوم أمس الإثنين خلال افتتاح مشروع الأسمرات، وهو ما أثار عدة تساؤلات حول تجاهل السيسي للحديث عن القضية التي أغضبت جموع الشعب.



احتجاز نقيب الصحفيين وعضوي المجلس
كما أثار احتجاز نقيب الصحفيين يحيى قلاش وعضوي مجلس النقابة خالد البلشي وجمال عبد الرحيم بتهمة نشر أخبار كاذبة، أمس، ضجة إعلامية وحقوقية محلية ودولية، فخرج عدد من المنظمات الدولية ببيان تدين فيه ما وصفته بالاعتداء على الحريات، وجاء على رأسهم منظمة العفو الدولية، والتي أدانت احتجاز قلاش، فيما أسمته بـ"الهجوم الجريء على وسائل الإعلام".

منظمة العفو الدولية تتدخل
وقالت ماجد الينا المغربي، نائب رئيس برنامج منظمة العفو الدولية في الشرق الأوسط، في بيان صدر، أمس: "يبدو أن السلطات المصرية مستعدة لخرق القوانين الخاصة بهم في محاولة تقشعر لها الأبدان لسحق كل بوادر الانشقاق".

فيما قال عبد الغفار شكر، نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان: "إنه للمرة الأولى في تاريخ الصحافة المصرية يتم احتجاز صحفي في منصب النقيب في قضية هو مجني عليه فيها".

وأشار نائب رئيس المجلس، في تصريحات خاصة لـ«فيتو»، إلى أن كل القوى المحبة للديمقراطية ستقف موقف الداعم والمساند للنقابة في قضيتها لاستعادة كرامة الصحفيين.

كما سلطت وكالة "أسوشيتد برس" للأنباء الضوء على التحقيق مع نقيب الصحفيين، وسكرتير عام النقابة وعضو المجلس. 

وقال المحامي سيد أبو زيد، للوكالة، إن "قلاش" و"البلشي" و"عبد الرحيم" رفضوا دفع كفالة قدرها 10 آلاف جنيه لإخلاء سبيلهم؛ لأن الاتهامات بشأن نشر أخبار كاذبة وهو شيء لا يُسجن عليه أو يحتاج لكفالة.

ونوهت الوكالة بأن القبض على ثلاثة صحفيين جاء بعد أقل من شهر من مطالبة "قلاش" بإقالة وزير الداخلية واعتذار من الرئاسة بعد إلقاء القبض على صحفيين من مقر النقابة.

وتابعت الوكالة بأن الحكومة قيدت بشكل كبير العديد من الحريات التي حاز عليها المصريون بعد ثورة 25 يناير عام 2011.

أزمة كبيرة
ومن جانبه أكد محمد أنور السادات، رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، أن حبس نقيب الصحفيين، يحيى قلاش، أزمة كبيرة في الوقت الذي تسعى فيه النقابة نحو التوسع في الحريات.

وأبدى "السادات" اندهاشه من قرار النيابة في هذا الشأن، قائلًا: "ماتخيلش إن ده يحصل مع نقيب الصحفيين"، لافتًا إلى أن النقيب لم يرتكب جريمة ليتم التعامل معه بهذه الطريقة.

وأشار رئيس لجنة حقوق الإنسان، إلى أن ما قام به يحيى قلاش، دور نقابي في الدفاع عن أعضاء نقابته.

وقفة احتجاجية
فيما نظم العشرات من الصحفيين، وقفة احتجاجية، على سلم نقابة الصحفيين، تنديدا بقرار النيابة الخاص بحبس قلاش وأعضاء المجلس بعد رفضهم دفع كفالة عشرة آلاف جنيه لكل منهم، بعد اتهامهم بنشر أخبار كاذبة، وإيواء مطلوبين، على خلفية قضية اقتحام النقابة.

وردد الصحفيون هتافات: "اكتب على حيطة النقابة إحنا في دولة وللا في غابة"، و"روحوا واسألوا الجنرال خايف ليه من كام مقال"، و"عاوزين صحافة حرة العيشة بقت مرة"، ورافعين لافتات كتب عليها: "الصحافة ليست جريمة"، و"قولوا للنيجاتيف جوا وزارته حبس الصحفي يساوي إقالته".

وطالب الصحفيون المنظمون للوقفة، بتفعيل قرارات اجتماع العمومية الطارئة، التي انعقدت 4 مايو الماضي، ضد اقتحام النقابة.



قال خالد أبو كريشة، أمين عام نقابة المحامين، إن التاريخ سيقف أمام قضية الصحفيين والتعدي على أصحاب الكلمة، مشيرا إلى أن أعضاء مجلس النقابة عندما تجاوزوا عن اقتحام النقابة فإنهم يحاسبون الآن عن أمانة نقل رأي الصحفيين.

ووصفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية احتجاز نقيب الصحفيين يحيى قلاش بالحملة الأحدث على الصحافة في مصر. 

وأوضحت الصحيفة، أن ذلك الاحتجاز أمر غير مسبوق منذ تأسيس نقابة الصحفيين في مصر، فيما وصفته جماعات حقوق الإنسان المحلية والدولية بالهجوم الخطير على حرية التعبير.

أزمة نقابة الصحفيين 
حتى الآن ما تزال الأزمة بين نقابة الصحفيين ووزارة الداخلية مشتعلة، بسبب سياسات الداخلية القمعية مع حرية الصحافة بحسب بيان النقابة.

إلا أن السيسي – وحتى الآن – لم يتحدث عن الأمر أو يتطرق له في خطاباته، مما يثير العديد من الأسئلة حول ما يتحدث عنه الرئيس من أزمات وما يتجاهل الحديث عنه.


الجريدة الرسمية