رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. قصة أبشع تعذيب وإعدام لسيدة في التاريخ.. المناضلة «زليخة» قيدها الجيش الفرنسي بالجزائر في سيارة.. سحلت بالشوارع.. أعدمت بالرصاص على متن طائرة وألقيت في الصحراء.. وبقايا فستان وعظام

فيتو

المطالبة برحيل المحتل غالبا ما تنتهى بمصير مؤلم لأصحابها، فترحل أجسادهم عن الدنيا وتخلد أسماؤهم في التاريخ، ووسط منطقة ترفض المشاركة النسائية وتجهض حقوق المرأة تطل قصة للمناضلة الجزائرية "زليخة عدي"، مثال مشرف لنساء العرب في التضحية والنضال.


"زليخة" مناضلة جزائرية سحلت وتم إعدامها بطريقة وحشية على أيدي جنود فرنسا منبر الحرية في العالم.. اسمها الحقيقي يمينة الشايب، وهي من مواليد عام 1911، نشأت في مدينة شرشال الساحلية غرب الجزائر، وسط عائلة اشتهرت بالنضال ضد الاحتلال الفرنسي.

العمل الثوري
وقادها المناخ الأسري إلى العمل الثوري فتولت في شبابها تسيير خلايا الدعم اللوجيستي لجيش التحرير الوطني الجزائري، ومنها جمع الأموال وتوفير الأدوية والأطعمة، لتلفت انتباه الفرنسيين وتصبح فريسة لهم طالت ملاحقتها.

ورغم ما عرف عنها من ذكاء وفطنة تمكن الاحتلال بعد جهد جهيد من اعتقالها عقب خلافتها لأبو القاسم العليوي، قائد الجيش الجزائري في شرشال، مسقط رأسها، بعد استشهاده، وعقب عملية تمشيط واسعة للفرنسيين في الجبال المحيطة.

سحل وإعدام
وبعد اعتقالها، صورت المناضلة الجزائرية جالسة على الأرض مقيدة بالحديد في سيارة تابعة للجيش الفرنسي، قبل أن يتم سحلها بهذا الوضع في شوارع الجزائر كي تكون عبرة لكل من يقرر مقاومة الاحتلال.

ولم يرحمها الفرنسيون بعد ذلك بل قرروا أن يعدموها بطريقة بشعة، بأن يلقوا بها من السماء من طائرة هليكوبتر، ما حدث في 25 أكتوبر 1957، فقط بعد أيام من إعدام زوجها وابنها بقطع رؤسيهما وفصلهما عن أجسادهما بالمقصلة.

عظام وفستان
واختفت جثة زليخة لمدة طويلة بعد إعدامها، وبقى الأمر لغزا قرابة 27 عاما، ليحله رجل مسن عام 1984، حيث أفصح أنه في أحد أيام عام 1957 كان مارا على الطريق ووجد امرأة مهشمة فحملها ودفنها، قبل أن يدل الناس على مكانها، ليقوموا بالحفر ويجدوا بقايا عظام امرأة بالفعل.

ووجدت بقايا للفستان الذي كانت ترتديه وقت إعدامها ليتم أخيرا فك لغز اختفاء الجثة، ويبقى اسم "زليخة عدي" أو "يمينة الشايب" رمزا لنساء جزائريات شجاعة وقفن في وجه الاحتلال وساهمن بشكل كبير في زواله.
الجريدة الرسمية