رئيس التحرير
عصام كامل

استنادات تصريح وزير التعليم العالي «تعليمنا الأفضل في العالم»

الدكتور أشرف الشيحي
الدكتور أشرف الشيحي وزير التعليم العالي

"وكأنكم في وادٍ والعالم في وادٍ آخر"، عبارة تصف حال الدولة المصرية، ومحاولاتها إغماض أعينها عن الحقيقة، وكأنها تعيش في خيال واسع، طائر في عنان السماء لم يرسِ قدمها على أرض الواقع، ما يدق ناقوس الخطر ونحن نعيش في حلم التميز العالمي.


تصريح الوزير
فاجأ الدكتور أشرف الشيحي وزير التعليم العالي والبحث العلمي أمس، عددًا من النواب خلال عقد لجنة الخطة والموازنة، لمناقشة مشروع الموازنة العامة للدولة للعام المالي الجديد 2016 – 2017، فيما يتعلق بالتعليم العالي والبحث العلمي، بتأكيده امتلاك مصر أفضل تعليم في العالم، قائلاً: "تعليمنا أفضل من أي تعليم في العالم".

وربما استند الوزير في تصريحه هذا، إلى عدة دلالات أبرزها خروج مصر من سباق التصنيف العالمي في التعليم والبحث العلمي، رغم عراقة بعض الجامعات المصرية كجامعة القاهرة وعين وشمس، إلا أن ذلك كان في الماضي البعيد، وأصبحت الجامعات المصرية الآن -على كثرة عددها- لا تقدم للمجتمع نفعًا علميًا أو حلولاً لمشكلاته.

الخروج من التصنيف العالمي
أكد آخر إحصائية قدمها نظام الجامعات العالمي Webometrics Ranking of World Universities، في يناير الماضي، عن ترتيب الجامعات المصرية على مستوى جامعات العالم، فجاءت في المركز الأول على المستوى المحلي جامعة القاهرة، حيث تفوقت على الجميع من بين الجامعات المصرية وفي المنافسة العالمية حصدت المركز رقم 474، وحصلت الجامعة الأمريكية في مصر على المركز الثاني محليًا، والمستوى العالمي 1050، جامعة المنصورة في المركز الثالث في مصر ومركزها عالميًا 1167، وجامعة بنها في المركز الرابع محليًا بين الجامعات في مصر وفي الترتيب العالمي 1419، وفي المركز الخامس جامعة الإسكندرية بمن بين ترتيب جامعات مصر وفي الترتيب العالمي حصدت المركز 1448، في المركز السادس جاءت جامعة الزقازيق محليًا وبين الجامعات العالمية 1922.

عدد الطلاب
يصل متوسط عدد طلاب الجامعة الواحدة إلى 300 ألف، فيما يبلغ عدد طلاب أي جامعة بأوروبا من 10 إلى 40 ألف طالب، الأمر الذي زاد الاحتقان بين الطلاب، وبالتالي نقص الإمكانات والخدمات المقدمة لهم، حيث يصل عدد جامعة الأزهر والتي احتلت المرتبة الأولى في عدد الطلاب بالجامعات الحكومية إلى 297 ألف طالب، تليها جامعة القاهرة، ويصل متوسط عدد طلابها إلى 280 ألف طالب.

البحث العلمي
أما من حيث البحث العلمي، فقد تراجع ترتيب مصر على مستوى العالم وفق تقرير المنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو) التابعة لوكالات الأمم المتحدة، من بين 141 دولة في مؤشرات الابتكار العالمية لتحتل الترتيب المائة في عام 2015 مقارنة بعام 2014 الذي احتلت فيه الترتيب 99 بعد السنغال، وجاءت سويسرا، حسب التقرير، في المركز الأول تليها المملكة المتحدة ثم السويد، ويرجع ذلك إلى أن ميزانية الإنفاق على البحث العلمي في مصر «هزيلة» مقارنة بدول العالم المتحضر، التي بلغت نسبة الإنفاق على البحث العلمي في بعضها 4.2% سنويًا من ميزانيتها، في الوقت الذي لم تتجاوز فيه ميزانية البحث العلمي في مصر 1% من الموازنة العامة للدولة.
الجريدة الرسمية