رئيس التحرير
عصام كامل

سيناء منجم الثروات المعدنية في مصر «تقرير»

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

أجمع خبراء الجيولوجيا على أن سيناء غنية بالثروات المعدنية التي يغفل عنها بعض المعنيين بها، على الرغم من الدراسات والمشروعات العديدة التي تقدم بها الخبراء.


وفي هذا السياق كشف الدكتور ممدوح عابدين، رئيس شعبة الجيولوجيا بالهيئة القومية للاستشعار عن بعد، حقائق وأسرارا جديدة عن ثروات سيناء من المعادن النادرة، والتي لا توجد في أي مكان آخر بالعالم، مثل الرمال السوداء التي تدخل في صناعة الطائرات والصواريخ وتتميز بدرجة عالية من النقاء.

وأضاف أستاذ الجيولوجيا في تصريحات خاصة لـ"فيتو" إن هناك حقولا للبترول بسيناء تجعل مصر أولى الدول في التعدين على مستوى العالم، ولكن عدم وجود قوانين واضحة وجاذبة للمستثمرين سبب رئيسي في عدم استغلال هذه الحقول.

وتابع: الهيئة قامت بمشروعات كثيرة في سيناء، إلى جانب العديد من المعاهد البحثية المعنية بهذا الشأن، ولكن جميعها دراسات بحثية وليست استكشافية، واتضح لنا أن سيناء ملغمة بالثروات المعدنية الغنية والنادرة، والتي لا يوجد مثلها في العالم، فهمي تحتوي على معادن فلزية ولا فلزية نادرة، إلى جانب معادن أسعارها باهظة جدا.

وأوضح أن أول المعادن التي توجد بها الرمال السوداء التي تحتوي على معادن ثقيلة جدا لأنها تتركز فيها وتوجد على شواطئ البحر أو في أول اليابس، وهي مهمة جدا في صناعة الالكترونيات وتقدر أوزانها بالأطنان، فهي تحتوي على كميات كبيرة اقتصادية، ومعدن النحاس والذي يدخل في الاستخدامات الكهربائية وأعمال السمكرة، والطفلة الكربونية مهمة جدا؛ حيث تدخل في صناعة الأسمنت لتوفير الطاقة، وتعطي له اللون الغامق، إلى جانب وجود كميات اقتصادية من الفحم بشمال سيناء، ومعدن التركواز ذي اللون الأزرق الذي يدخل في صناعة الحلي، والحجر الجيري المتبلور الذي يصنع منه الرخام، والدايورايت، وهو معدن يماثل الجرانيت، وغالي الثمن، ويستخدم في الأماكن الكبيرة مثل القصور والفيلات، واليورانيوم الذي يوجد بكمية كافية، ويدخل في صناعات عديدة أهمها المفاعلات النووية.

وأشار إلى أن المعادن التي توجد بشكل كبير أولها الحجر الجيري المتبلور، وثانيها الدايورايت، ففي حالة استغلالهما فمن المتوقع فتح مصانع كبيرة، فأحجار الزينة من أهم الصناعات التي تعمل فيها مصر، لافتا إلى الوضع الأمني حاليا أهم سبب في عدم استغلال هذه الموارد، إلى جانب عدم توافر شروط واضحة ومريحة للمستثمرين، بالإضافة إلى ضعف إمكانيات سكان سيناء وعدم وجود مرافق.

وعن المعادن النادرة قال "معدن الكاولين"، وهو يوجد بسيناء بشكل كبير للغاية، ويدخل في صناعة الأدوية وعالي الجودة، إلى جانب دخوله في مستحضرات التجميل، والرمل الزجاجي أو الرمل الأبيض النادر الذي تستخرج منه مادة السليكون، الذي يدخل في صناعة البطاريات والأجهزة الإلكترونية، لافتا إلى أن الرمال السوداء بسيناء تعتبر نادرة جدا فهي تتميز بدرجة نقاء عالية للغاية وتحتوي على مواد تدخل في صناعة الصواريخ والطائرات، ولكن الحزن الشديد هو عدم استغلال هذه الرمال التي تتمنى أي دولة أن تمتلك مثلها.

وتابع: لو تم استغلال هذه المعادن الاستغلال الأمثل ستجلب لمصر المليارات، وتعلن مصر وقتها اكتفاءها الذاتي من هذه المعادن إلى جانب تصديرها أيضا ودخول عائد، من ناحية أخرى ستوفر آلاف فرص عمل للشباب في المصانع الجديدة التي ستبنى لاستغلالها في الصناعات المختلفة.

وأوضح أن سيناء ليس بها كميات ذهب كثيرة، ولكن في حالة استخراج الذهب بها يجب أن يكون بمعدات حديثة حتى يتم استخراجه بصورة سليمة ولا يهدر.

واستكمل قائلا "سيناء "معششة" بالبترول والغاز، وتوجد بها حقول بترول كثيرة، منها خليج السويس، وحقول بلاعيم وعسل وأبورديس، وقبل تحرير سيناء إسرائيل استغلت هذه الحقول استغلالا كبيرا للغاية، وبعد تحريرها استرجعت مصر استغلالها مرة أخرى، ولكن غير الصورة المطلوبة، فيجب أن يعرف العالم أن سيناء هي المصدر الأول الذي يجعل مصر من أولى الدول في التعدين على مستوى العالم، ولكن في حالة الاستغلال الأمثل لها.
الجريدة الرسمية