رئيس التحرير
عصام كامل

«منظمة التحرير الفلسطينية» 52 عاما من المقاومة الدبلوماسية لإقامة الدولة

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الفلسطيني محمود عباس

تصادف اليوم الذي يزور فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن القاهرة لمناقشة المبادرة التي طرحها الرئيس عبد الفتاح السيسي لتحقيق السلام بين فلسطين وإسرائيل الذكرى الـ52 لتأسيس منظمة التحرير الفلسطينية في 25 من مايو عام 1946، كأول ممثل شرعي للشعب الفلسطيني في المحافل الدولية ومدافعا عن حقوق الفلسطينيين.


إقامة الدولة
لعبت منظمة التحرير الفلسطينية أدوارا مهمة في القضية الفلسطينية منذ الإعلان عن تكوينها حتى الآن، كما خضعت للعديد من التغيرات الفكرية والهيكلية، وظلت على مدى هذه السنوات الطوال رقما مهما في منظومة الأحزاب والجماعات والمنظمات الفلسطينية الهادفة إلى التحرير والساعية إلى تحقيق حلم إقامة الدولة.

الانعقاد
وتأسست منظمة بعد انعقاد المؤتمر العربي الفلسطيني الأول في القدس، نتيجة لقرار مؤتمر القمة العربية، الذي عقد في القاهرة في العام ذاته، لتكون ممثلًا للفلسطينيين في مختلف المحافل الدولية، وهي تضم معظم الفصائل والأحزاب الفلسطينية تحت لوائها.

وتعتبر القمة العربية التي عقدت في الرباط عام 1974 منعطفا تاريخيا مهما لمنظمة التحرير وللقضية الفلسطينية عموما، فقد صدر قرار من القمة باعتبار "منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني"، وهو ما أهلها لأخذ مقعد "مراقب" في الأمم المتحدة والتحدث باسم الشعب الفلسطيني في المحافل الدولية.

اختيار الشقيري
وكلف المؤتمر ممثل فلسطين آنذاك أحمد الشقيري بالاتصال بالفلسطينيين وكتابة تقرير عن ذلك يقدم لمؤتمر القمة العربي التالي، فقام بجولة زار خلالها الدول العربية واتصل بالفلسطينيين فيها، وأثناء جولته جرى وضع مشروعي الميثاق القومي والنظام الأساسي للمنظمة، وتقرر عقد مؤتمر فلسطيني.

اختار الشقيري اللجان التحضيرية للمؤتمر التي وضعت بدورها قوائم بأسماء المرشحين لعضوية المؤتمر الفلسطيني الأول الذي أقيم في القدس عام 1964، وعرف المؤتمر باسم المجلس الوطني الفلسطيني الأول لمنظمة التحرير الفلسطينية، وانتخب الشقيري رئيسًا له، وأعلن عن قيام منظمة التحرير، وصادق على الميثاق القومي والنظام الأساسي للمنظمة، وانتخب رئيسًا للجنة التنفيذية للمنظمة، وكلفه المؤتمر باختيار أعضاء اللجنة الخمسة عشر، كما قرر المؤتمر إعداد الشعب الفلسطيني عسكريًا وإنشاء الصندوق القومي الفلسطيني.

توحيد الحركات
وعقب نكسة يونيو عام 1967 وتنامي دور الحركات الثورية الفدائية الفلسطينية، قدم الشقيري استقالته من رئاسة المنظمة، وفي 24 ديسمبر 1967 تسلم يحيى حمودة رئاسة اللجنة التنفيذية بالوكالة، حيث أعلن أن منظمة التحرير ستبذل قصارى جهدها في توحيد مختلف الحركات الفلسطينية، وستعمل على إنشاء مجلس وطني للمنظمة.

تنصيب ياسر عرفات
وفي الأول من فبراير 1969، انعقدت الدورة الخامسة للمجلس الوطني الفلسطيني بحضور جميع المنظمات الفدائية، وانتهت الدورة إلى انتخاب الراحل الشهيد ياسر عرفات رئيسًا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، لتكون حركة "فتح" قد انضمت للمنظمة، بل وتولت رئاستها، إلى أن جري ترشيح الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعد رحيل الرئيس عرفات، وصوت الجميع لصالحه، وبذلك أصبح منذ 11 نوفمبر 2004 رئيسا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير.

مشروع الدولة
طرحت المنظمة مشروع الدولة الفلسطينية المستقلة القائمة على أسس ديمقرطية علمانية، وعللت ذلك بأن كفاحها المسلح ليس كفاحا عرقيا أو مذهبيا ضد اليهود، ورفضت المنظمة في عام 1972 مشروع المملكة العربية المتحدة الذي دعا إليه الملك الأردني الراحل الحسين بن طلال، والخاص بربط الضفة الغربية بالأردن في مملكة واحدة يمثل الضفة فيها مجلس نيابي على أن يكون الإشراف على شئون الدفاع والخارجية للأردن.
الجريدة الرسمية