علي ماهر يعتذر للصحفي أنطون الجميل
في مايو عام 1936 حضر الصحفي أنطون الجميل، رئيس تحرير جريدة الأهرام، بصفته عضوًا معينًا بنقابة الصحفيين جلسة، مجلس الشيوخ التي تحدث فيها رئيس وزراء مصر علي ماهر باشا.
وكما نشرت جريدة الأهرام عام 1936، فإن "الجميل" أراد أن يبدي ملاحظة في أثناء حديث رئيس الوزراء، إلا أن رئيس الوزراء أشاح بذراعه في وجه أنطون الجميل حتى لا يتحدث، الأمر الذي اعتبره إهانة له بصفته صحفيًا، وانسحب من الجلسة، وعاد إلى مكتبه بالأهرام.
عقب الجلسة مباشرة أحس علي ماهر بما حدث، فذهب إليه في غرفته بدار الأهرام ومعه جميع أعضاء مجلس الوزراء ليعتذر له عما بدر منه، لتسجل واقعة في تاريخ الصحافة.
سأل الصحفي حافظ محمود الجميل: ماذا كنت فاعلًا إن لم يعتذر رئيس الوزراء؟
قال أنطون: لا شيء، كنت سأمحو علانية جلسة مجلس الشيوخ التي تكلم فيها علي ماهر وذلك بعدم نشرها في الأهرام.
والصحفي أنطون الجميل لبناني الأصل، حضر إلى مصر ليعمل صحفيًا عام 1908 ليؤسس مجلة الزهور الأدبية التي كانت منبرًا لكبار الأدباء والكتاب مثل حافظ إبراهيم وأحمد شوقي وخليل مطران والمنفلوطي.
تولى رئاسة تحرير الأهرام عام 1932، وارتفع بتوزيعها كثيرًا، وانتخب عضوًا بمجلس الشيوخ وعضوًا بمجلس نقابة الصحفيين، وحصل على لقب باشا، ولقب براهب الصحافة لرفضه الزواج، وكان يقيم ليل نهار في عمله بالأهرام، وتوفي عام 1948.
