«الأزهر» يكثف جهوده لاحتواء أزمة «قرية الكرم».. الإمام الأكبر يوجه من باريس بتدخل بيت العائلة.. المشيخة ترسل وفدًا رفيع المستوى للقرية.. وأمين البحوث الإسلامية يطالب الأهالي بالتصد
كثف الأزهر الشريف جهوده، وأعلن الاستنفار الكامل لاحتواء أزمة أحداث قرية «الكرم» بالمنيا، والتي أثارت موجة غضب واسعة لدى الشعب المصري.
الرفض والإدانة
في البداية، أعلن الأزهر الشريف، متابعته لما تناولته وسائل الإعلام من تعرض مواطنة مسنة للاعتداء عليها بالضرب والإهانة بإحدى القرى بمدينة أبوقرقاص بمحافظة المنيا، إثر مشاجرة وقعت بين أسرتين من أبناء القرية إحداهما مسلمة والأخرى مسيحية.
وأكد الأزهر الشريف أن أبناء مصر نسيج واحد لا يجب أن تؤثر فيه أفعال آحاد الناس ممَّن لا يحكِّمون عقولهم عند نشوب خلافات قد تحدث بين أفراد الأسرة الواحدة.
وأكد الأزهر الشريف رفضه وإدانته لكل صور الإهانة والاعتداء من غير النظر إلى معتقد المعتدِي والمعتدَى عليه، ومهما كان سبب الاعتداء، فإنه ليثق بأن الجهات المعنية ستقوم بإعمال شئونها على الوجه الأكمل.
وأشار الأزهر إلى أن الدكتور عباس شومان، وكيل المشيخة تواصل مع محافظ المنيا للوقوف على أحداث هذه الواقعة.
بيت العائلة
ووجه "شومان" أعضاء بيت العائلة المصرية بالمحافظة بسرعة التوجه إلى محل الواقعة على أن يمثل الوفد أعضاء من الأزهر الشريف والكنيسة المصرية، محذرا من محاولات البعض استغلال هذا الحادث لإشعال الفتنة الطائفية بين أبناء الوطن الواحد، مع ضرورة الالتزام بوحدة الصف وإعمال القانون وتفويت الفرصة على أولئك المتربصين بأمن وطننا واستقراره.
فيما أعلن الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف، أن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، يتابع من باريس باهتمام بالغ وقلق شديد ما تبثه وسائل الإعلام عن أحداث المنيا.
وأضاف شومان في تصريح له اليوم، أن الإمام الأكبر وجه بالتواصل الفوري مع كافة الجهات المعنية، وتسخير كل طاقات الأزهر وبخاصة بيت العائلة واللجنة العليا للمصالحات بالتنسيق، لإنهاء الأزمة ومنع استخدامها من قبل المغرضين الذين يسعون لإحداث فتنة طائفية بالترويج لها على أنها خلاف مسيحي مسلم، وهي ليست كذلك ولاعلاقة لها بالدينين وإنما خلاف بين جيران يمكن أن يقع بين اتباع الدين الواحد.
مكائد الفاسدين
وأوضح شومان، أن الأزهر والكنائس المصرية وثقافة المصريين حوائط صد منيعة تتحطم عليها مكائد الفاسدين، مشددا على أن الأزهر سيتصدى بكل قوة لامتهان كرامة مسيحية أو أي مسيحي.
وأعلن شومان، أن الأزهر الشريف أرسل وفدا رفيع المستوى، مكونا من الدكتور محيي عفيفى الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، وعددا من أعضاء بيت العائلة المصرية، لاحتواء أزمة محافظة المنيا.
وقال شومان، إنه تمت تهدئة الأوضاع في محافظة المنيا، وصلى وفد الأزهر الجمعة مع الطرف المسلم في الأزمة وتوجه الجميع مع رجال الكنيسة إلى بيوت الإخوة المسيحيين.
وأوضح، أن الجميع استقبلوا كلمات العلماء والقيادات الكنسية وأعضاء بيت العائلة بالترحاب وتم الاتفاق على الاحتكام إلى القانون والابتعاد عن كافة أشكال التصعيد أو التخريب.
مبدأ المواطنة
ومن جانبه، أكد الدكتور محيي عفيفى الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أن الإسلام يرسخ لمبدأ المواطنة والتعايش بين الناس من خلال غرس قيم المحبة والود لا العصبية والشجار مطالبا بتفويت الفرصة على دعاة التخريب والفتن.
وأضاف عفيفي، خلال زيارة وفد الأزهر لقرية الكرم بمركز أبو قرقاص بالمنيا؛ أن الإسلام لا يعترف بالشعارات، وإنما يقوم على المعاملات والأخلاق والسلوك الحسن، كما أنه يدعو إلى احترام الآخر واحترام اختياراته الدينية والمذهبية والفكرية والتعامل معه بالأخلاق الحميدة التي تحلى بها النبى صلى الله عليه وسلم في تعامله مع غير المسلمين.
وطالب الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أهل البلدة بنبذ العنصرية والفرقة فيما بينهم، واحترام إنسانية الإنسان والوقوف يدًا واحدة أمام العدو الحقيقى الذي يحاول دائما زرع الفتنة بين شركاء الوطن.
ولفت الأمين العام إلى أن هناك محاولات ومخططات تتربص بوحدة المصريين، ولكنهم قادرون على إحباطها ليثبتوا للعالم أجمع قوة عزيمتهم في مواجهة هذه التحديات التي تسعى للنيل من استقرار وطنهم.