رئيس التحرير
عصام كامل

السيسي يطفئ نار «فتنة المنيا».. الرئيس يؤكد وحدة النسيج الوطنى للمصريين.. يشدد على وطنية الكنيسة المصرية.. زيارتان تاريخيتان للكاتدرائية.. لقاء مع بابا الفاتيكان.. ويلتقي سلطان البهرة وبطرير

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي

يحاول الرئيس عبد الفتاح السيسي التأكيد على وحدة النسيج الوطنى وجميع المصريين متساوين في الحقوق والواجبات وتوصيل خطاب غير معاد لتوضيح مغالطات الفكر المتطرف، من خلال المبادرات التي يقدمها منذ توليه مهام الرئاسة، والتي تحاول توصيل الصورة الصحيحة للشعب المصرى في نظر العالم الغربى، حتى يتم فتح منافذ موثوق فيها، لتصحيح الأمور أمام الرأي العام الغربي، وأمام صناع القرار العالمي من خلال شخصيات سياسية أو دينية موثوق فيها وتتمتع بشعبية كبيرة.


قرية الكرم
ويتابع الرئيس السيسي باهتمام بالغ الإجراءات المُتخذة حيال الأحداث المؤسفة التي شهدتها قرية الكرم بمحافظة المنيا.

حفظ النظام
وأمر الرئيس عبد الفتاح السيسي كافة الأجهزة المعنية بالدولة باتخاذ ما يلزم من إجراءات لحفظ النظام العام وحماية الأرواح والممتلكات، في إطار سيادة القانون، ومحاسبة المتسببين في هذه الأحداث وإحالتهم للسلطات القضائية المختصة.

تكليفات رئاسية
كما كلف الرئيس محافظ المنيا بالتنسيق مع القوات المسلحة، لإعادة إصلاح وتأهيل كافة المنشآت المتضررة جراء هذه الأحداث خلال شهر من تاريخه مع تحمل الدولة كافة النفقات اللازمة.

الحضارة البشرية
وأكد السيسي أن مثل هذه الوقائع المؤسفة لا تُعبر بأى حال من الأحوال عن طبائع وتقاليد الشعب المصرى العريقة، الذي أسس الحضارة البشرية وحارب من أجل نشر السلام، فباتت وحدة المصريين وتوحدهم واصطفافهم الوطنى نموذجًا يُحتذى به للعبقرية الوطنية وضامنا حقيقيًا لبقاء وطننا العزيز.

المرأة المصرية
أضاف: كما ستظل المرأة المصرية العظيمة نموذجًا للتضحية والعمل من أجل رفعة مصرنا الغالية، وستبقى حقوقها وصيانة كرامتها التزامًا إنسانيًا ووطنيًا علينا قبل أن يكون قانونيًا ودستوريًا.

الشكر للرئيس
ووجه الأنبا مكاريوس أسقف عام المنيا وأبو قرقاص الشكر للرئيس السيسي لتدخله في الوقت المناسب وتوجيهه بضرورة محاسبة المتسببين في حادث سيدة المنيا وتمسكه بحفظ وصيانة كرامة المواطن المصرى.
ورفض الأنبا مكاريوس في بيان صحفى اليوم الجمعة، ما وصفه بمتاجرة البعض بالقضية والبحث عن أدوار على حساب الضحايا، مؤكدًا أن طريقة "الملاطفة" أضاعت الحقوق وأوجدت للمسئولين فرصة للهروب من المسئولية ومطالبا بضرورة حصول الدولة على حقها بالقانون ثم يأتى بعد ذلك دور البعد المجتمعى والمصالحة.

إبراز مكارم الشريعة
ويدعو الرئيس السيسي منذ بداية حكمه إلى تجديد الخطاب الديني، وإزالة كل ما علق بهذا الشرع الشريف من مفاهيم مغلوطة، أو تأويلات منحرفة أو استدعاء خاطئ لآيات القرآن في غير ما قصدت إليه، وإعادة إبراز مكارم الشريعة وسمو أخلاقها ورصانة علومها وترسيخها لأدوات صناعة الحضارة وإكرام الإنسان وجمع أسباب الرخاء والأمان والسعادة له في الدنيا والآخرة، لكي يعاد إلى الدين رونقه، ويزال عنه ما علق به من أوهام ويبين للناس صافيا كجوهره نقيا كأصله.

الدين لله
يرفع الرئيس عبد الفتاح السيسي شعار "الدين لله ومصر لأهلها" وذلك خلال جميع لقاءاته مع الرموز الدينية حيث التقى فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف والدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية والدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف والدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف وكلا من الدكتور نصر فريد واصل والدكتور الأحمدي أبو النور والدكتور محمد عبد الفضيل القوصي أعضاء هيئة كبار العلماء.

دعم الأزهر الشريف
وعبر الرئيس عن تطلعه لقيام الأزهر الشريف بدوره في نشر تعاليم الدين الإسلامي الصحيحة وتصويب الخطاب الدينى سواء في المساجد أو بالمناهج التعليمية أو على مستوى كافة مؤسسات الدولة معربا عن دعمه الكامل للأزهر الشريف في الاضطلاع برسالته كاملة.

الإسلام الوسطى
وقد تم خلال اللقاءات العديدة مع الرموزر الدينية خلال الفترة الماضية تم استعراض جهود قوافل العلماء الدعوية التي يتم إيفادها بالتنسيق مع وزارة الأوقاف ودار الإفتاء إلى المحافظات المختلفة لنشر الفكر الإسلامي الوسطي وتصحيح الأفكار والرؤى الدينية المغلوطة.

تعاون الأزهر والكنيسة
كما تطرقت اللقاءات إلى جهود بيت العائلة وقوافله المشتركة من علماء الأزهر ورجال الكنيسة التي يتم إيفادها على مستوى المحافظات المختلفة في عدد من بؤر التوتر لمعالجة المشكلات المجتمعية والحيلولة دون تكرارها، وأوضح فضيلة الإمام الأكبر أن الأزهر يشترك مع الكنيسة المصرية في تنظيم دورات تدريبية مشتركة تجمع الأئمة والقساوسة لإعدادهم للتعامل مع تلك المشكلات.

المستشار الديني
وطالب الرئيس السيسي خلال لقاءاته مع الشيخ أسامة الأزهري عضو المجلس التخصصي لتنمية المجتمع ضرورة إيلاء اهتمام بالبناء الفكري للشخصية الإسلامية بما يسمح بتكوين عقلية معتدلة ومنفتحة تعتنق القيم السمحة للدين الإسلامي.
واستعرضت اللقاءات الجهود الراهنة لتصويب الخطاب الديني من أجل إرساء خطاب عصري ومستنير يراعي الواقع ويحافظ على ثوابت الدين الإسلامي، ويؤكد قيم التسامح والتعايش السلمي واحترام الآخر.

دحض الفكر المتطرف
وفي هذا السياق أكد الرئيس أهمية إبراز قيمة إعمال العقل في الإسلام ومعالجة البناء الفكري والنأي به عن القوالب الجامدة، ودحض الفكر المتطرف من خلال إعلاء التعاليم السمحة لديننا الحنيف.
وأبرز الرئيس الدور المهم الذي يضطلع به الأزهر الشريف وكبار شيوخ وعلماء الدين في نشر تعاليمه الصحيحة والسمحة وتصويب الخطاب الديني سواء في المساجد أو بالمناهج التعليمية مؤكدا أهمية العمل على مواجهة الأفكار المغلوطة وبما يساهم في السمو بالمنظومة القيمية للمواطن المصري والنهوض بها.

تواضروس الثاني
كما التقى الرئيس السيسي البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية فضلا عن رؤساء الكنائس تقديرا لدور المسيحيين من جانب الرئيس حيث ناقش اللقاء الماضي والحاضر والمستقبل، مما يؤكد حكمة الرئيس في خلق التلاحم الوطني بين المسلمين والأقباط.
واستمع الرئيس خلال اللقاء عن قضايا عديدة تخص الأقباط منها الاختطاف وبناء الكنائس ومناهج التعليم والإعلام والخطاب الديني والمواطنة حيث اعطى اللقاء رسالة قوية للداخل والخارج بأننا نسير على الطريق الصحيح.

زيارتان تاريخيتان
قام الرئيس السيسي بزياتان تاريخيتان لمقر الكنيسة الكاتدرائية بالعباسية لتهنئة الأقباط بأعياد الميلاد حيث أثلجت الزيارتان ةقلوب بكل المصريين بالفرحة ورجعتنا إلى أصولنا وجذرونا نفرح ونعيد برفقة بعضنا، وكانت لمسة جميلة ودليل على الرحمة والتكافل.

بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية
كما التقى الرئيس السيسي الأنبا ماتياس الأول بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية في إطار جهود الرئيس السيسي لتعزيز التعاون بين مصر وإثيوبيا حيث أكد الأنبا ماتياس الأول للرئيس السيسي عمق العلاقات التاريخية التي تربط بين مصر وإثيوبيا وأعرب عن مدى سعادته بالزيارة التي قام بها إلى مص والتي التقى خلالها بالرئيس السيسي.

طائفة البهرة
كما استقبل الرئيس السيسي سلطان طائفة البهرة بالهند مفضل سيف الدين يرافقه نجلاه الأميران جعفر الصادق وطه سيف الدين والأمير عبد القادر نور الدين زوج كريمته، ومفضل حسن ممثل سلطان البهرة بالقاهرة.

ورحب الرئيس بسلطان البهرة في زيارته الأولى إلى مصر منذ توليه المنصب في يناير 2014 خلفا لوالده مشيدًا بالجهود التي تبذلها طائفة البهرة لترميم المساجد الأثرية في مصر ومنوها إلى الإجراءات الاقتصادية التي تتخذها الدولة للنهوض بالأوضاع الاقتصادية وتهيئة المناخ الجاذب للاستثمارات في ضوء اشتغال طائفة البهرة بالتجارة واهتمامها بالاستثمار في مصر، خاصة في مجال المنتجات الغذائية وصناعات الورق والرخام.

صندوق تحيا مصر
من جانبه أكد سلطان البهرة على دعمه وتأييده لإرادة الشعب المصري، متمنيا لمصر كل التوفيق في المضي قدما لتنفيذ المشروعات الاقتصادية الوطنية الكبرى وفي مقدمتها، مشروع قناة السويس الجديدة وتنمية محورها منوهًا إلى العديد من الجهود التي تبذلها الطائفة في مصر في مجال ترميم المساجد الأثرية والأعمال الخيرية وتبرع بـ١٠ ملايين جنيه لصندوق "تحيا مصر" عقب لقائه الرئيس.

رئيس أساقفة بريطانيا
كما التقى الرئيس السيسي بجاستن ويلبي رئيس أساقفة كانتربري بالمملكة المتحدة وذلك بحضور نيافة المطران منير حنا مطران الكنيسة الأسقفية الأنجليكانية بمصر وشمال أفريقيا والقرن الأفريقي والدكتور سامي فوزي عميد الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية وستيفن هيكى القائم بأعمال سفارة المملكة المتحدة بالقاهرة.

المسيحيون مواطنون مصريون
ونوه الرئيس إلى أن مصر لا توجد بها أقلية مسيحية فالمسيحيون مواطنون مصريون لهم كل الحقوق وعليهم كافة الواجبات إزاء الوطن، مشيرا إلى أن مصر الجديدة تحرص على تقديم خطاب للإنسانية يعبر عن قيمة المشاركة والعدالة والتعاون وقبول الآخر وهي القيم التي حث عليها الإسلام وأوصى بالتعامل بها.

وطنية الكنيسة المصرية
وأشاد الرئيس بدور ووطنية الكنيسة المصرية منوهًا إلى أهمية ثقافة التعدد في شتى مناحي الحياة باِعتبارها سُنة كونية، فضلا عن كونها إثراءً للحياة الإنسانية.

تجديد الخطاب الديني
وأشاد "ويلبي" بدعوة الرئيس لتجديد الخطاب الديني وتصويب المفاهيم المغلوطة، مؤكدًا أن هذه الدعوة تساهم بفاعلية في التقريب بين الناس ومواجهة أحداث العنف والطائفية التي انتشرت في الآونة الأخيرة، واستعرض في هذا الصدد عددًا من الجهود التي تبذلها أسقفية "كانتربري" للحوار بين الأديان والجمع بين القيادات الدينية، للتشجيع على مزيد من التقارب وزيادة التفاهم.

المواطنة العراقية
والتقى الرئيس السيسي المواطنة العراقية الإيزيدية نادية مراد التي استطاعت التخلص من أَسر تنظيم "داعش" الإرهابي.
ورحب الرئيس السيسي بالمواطنة العراقية في القاهرة مؤكدًا إدانة مصر القاطعة لكافة أشكال وصور الإرهاب والممارسات الآثمة التي يقوم بها تنظيم داعش باسم الدين الإسلامي وهو منها براء مشددًا على إعلاء الدين الإسلامي لقيم الرحمة والتسامح وقبول الآخر.
وأكد الرئيس أن مصر ستظل داعمة لجهود مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف مشيرًا إلى أن الأزهر الشريف يبذل جهودًا دءوبة للتعريف بصحيح الدين وتفنيد التفاسير الملتوية التي يستند إليها البعض لتبرير أعماله الوحشية باسم الدين الذي هو أبعد ما يكون عنها، بل حرمها تحريمًا قاطعًا.
وأشار الرئيس إلى أن الحضارة الإسلامية استوعبت كافة المواطنين من مختلف الديانات والأعراق وقدرت إسهاماتهم في شتى مناحي الحياة، واعتمدت على النابغين منهم في الإدارة وغيرها، لتقدم للبشرية نموذجًا واقعيًا للتعايش السلمي بين مختلف الأديان والمذاهب والأعراق.

لقاء السحاب

وزار الرئيس السيسي الفاتيكان تلبية للدعوة الموجهة إليه من قداسة البابا "فرانسيس" حيث عقد الرئيس جلسة مباحثات مغلقة مع البابا فرانسيس اتسمت بالمودة والتفاهم عبر خلالها البابا عن قناعته بسماحة الدين الإسلامى وقيمه النبيلة مؤكدا أن الممارسات التي تقوم بها بعض التنظيمات المتطرفة لا تمثل على الإطلاق قيم ومبادئ هذا الدين.
ودعا بابا الفاتيكان إلى استئناف الحوار بين الأزهر والفاتيكان عن طريق إعادة تفعيل لجنة الحوار المشترك مع الأزهر الشريف للبناء على القواسم المشتركة التي تنطلق منها الديانتان والتي يمكن البناء عليها لتعزيز التعايش المشترك بين الشعوب وتدعيم جهودهما في مواجهة الأفكار المتطرفة.
وأعرب السيسي عن التقدير والاحترام الذي يكنه للبابا فرانسيس مؤكدا أهمية استئناف الحوار بين الفاتيكان والأزهر الشريف في ضوء دقة المرحلة الحالية وما تستوجبه من تكاتف الجانبين لتعزيز التفاهم والتسامح بين الشعوب وترسيخ قيم تقبل الآخر.
وأشاد الرئيس السيسي بمواقف بابا الفاتيكان والجهود التي يبذلها من أجل الدفاع عن القضايا ذات الطابع الإنسانى والتي تعد أهدافًا مشتركة تفسح المجال بشكل أوسع لتوطيد أواصر العلاقات الثنائية بين الجانبين ونشر الفكر التنويرى المعتدل ومواجهة الأفكار المغلوطة التي تسعى إلى هدم المجتمعات.
الجريدة الرسمية