رئيس التحرير
عصام كامل

مصر بين دولة السيسى ودولة الجماعة 16


من أهم ما ظهر فى تلك المدعوة "ثورة" كم الجهل وتداخل المعلومات المُريع، بين الناس. والغريب أن الكثير من قادة تلك "العورة"، يظهر عليهم مستوى عال من التعليم، ولكن هى فقط كذلك: علم سطحى دونما مضمون!!


وها نحن نرى أساتذة للعلوم السياسية، يظهرون على الفضائيات ويقولون فى منتهى الثقة والابتسامة تعلو وجوههم، بأن مرسى أول رئيس منتخب لمصر وأول رئيس مدنى بها، وكأنهم يقولون شيئًا مُسلمًا به. إن تلك مأساة، ونحن هنا نتكلم عن أساتذة علوم سياسية وليس عن جُهلاء يدعون أنهم نُشطاء سياسيين بينما هم هواة!!

ورغم أننى كتبت فى تلك النقطة منذ فترة طويلة، فاننى مُضطر أن أتساءل ما إذا كان هؤلاء الأساتذة – ومنهم كبيرى السن ممن شرُفت بأنه درسنى - لم يولدوا إلا بعد سبتمبر 2005 حيث جرت أول انتخابات رئاسية تعددية فى مصر، أو أنهم كانوا مُهاجرين إلى القمر، لأن العالم قد غطاها. وإن قال أحد أنها زورت، فالكثير فى هذا الصدد يُقال فى انتخابات مرسى العياط أيضاً، والقضاء يقوم بواجبه الآن فى هذا الصدد!!

أما مسألة أن مرسى هو أول رئيس مدني، فتلك كذبة سوداء. حيث الرئيس ذو الخلفية العسكرية كعبد الناصر والسادات ومبارك، مدني، وإلا يجب أن نرى الجنرال شارل ديجول رئيس فرنسا مُسبقاً: عسكرياً؛ والجنرال أيزنهاور رئيس أمريكا مُسبقاً: عسكرياً، وكذلك 33 رئيسًا أمريكيًا من إجمالى 44، من أصل عسكري!!

وإن القول بأن مرسى أول رئيس مدنى لمصر، لهو أكذوبة فاضحة، غير مقبولة علمياً، حتى ممن شرُفت أنه درسني، لأن هذا اعتداء على الحق، ولا يمكن السكوت على تضليل الرأى العام!!

لقد صُنعت تلك العورة، لتُضلل المصريين من أول يوم، بكم من الجهالة والتجهيل المُتعمدين، وما أعرضه ليس إلا أمثلة بسيطة. وقد أدرك الشعب المصرى مع الوقت أن هناك خطأً ما، وأن أغلب هؤلاء يبحثون عن الشهرة أو الظهور أو المصالح أو أنهم جُهلاء بالفعل.

وهنا، لا يُمكننى أن أفترض فيمن كان بلقاء "فرمونت" البلاهة أو الجهل، إلا لو افترضنا أنه لا يصلح لرئاسة مصر أو العمل السياسى بها، لأنه جاهل بأبسط المعلومات السياسية!!

إن من سهلوا الطريق لفوز مرسى بالرئاسة فى مصر، إنما كانوا فى حقيقتهم يريدون الدولة التى كانت تريدها أمريكا، أى "دولة الإخوان الديكتاتورية". كان هذا مرئى لأى شخص يفقه السطور البسيطة فى السياسة. فإن لم يكن هذا الأمر واضحاً وقتئذ لهم، عليهم بالانسحاب فوراً من الساحة السياسية، لأنهم بذا يثبتون قمة الفشل والغباء السياسي!!

لقد هبط المدنيون من ساسة جُهلاء وبترديد هذا الكلام الأبله غير العلمي، بالمصريين إلى الهاوية، ولا أعرف ما الهدف؟!

هل البرادعى لا يعرف تلك المعلومات؟؟ هل حمدين لا يعرف تلك المعلومات؟ ولا يهم إن كان الإخوان وأبو الفتوح الذى هو منهم، يعرف أو لا يعرف تلك الحقائق، لأنهم لا يريدون المدنية لمصر!!

إن من لا يعرف ما تعنيه كلمة مدنية أو رئيس مدنى أو لم يعرف متى كانت أول انتخابات رئاسية فى مصر، بالقطع لا يمكنه معرفة تاريخ الإخوان، وبالتالي، من الطبيعى أن يؤيد مُرشحهم للرئاسة، فى اعتداء صريح على مصر وشعب مصر، لأنه يكون مُضللًا وغير صادق مع هذا الشعب، وليس مُلهماً إلا للجهل!!

وبالطبع، هذا يمكنه أن يهتف ضد الجيش، وقلبه مُطمئنُ بالإيمان بمدنية الإخوان، كما قال البرادعى فى بداية هذه العورة السوداء!! أفلا تكبرون؟!

"لا يُلدغ المؤمن من جحرٍ مرتين"
وللحديث بقية ..

الجريدة الرسمية