رئيس التحرير
عصام كامل

أحمد صبحى منصور..للإلحاد وجوه كثيرة 4


أستاذ العقيدة بالأزهر الدكتور محمود محمد مزروعة.. يكشف فى كتابه الموسوم «شبهات القرآنيين حول السنة النبوية».. عن أن تاريخ منكرى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم يكاد يقرن بتاريخ منكرى رسالته – صلى الله عليه وسلم - فالكفر بسنته صلى الله عليه وسلم هو قرين الكفر برسالته، فهما أمران متقاربان زماناً متساويان منزلة، ويكادان يكونان متماثلين حكماً، فإنكار سنة رسول الله وجحدها كفر، كما أن إنكار رسالته كفر .. ولم يخل زمان من منكرى رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكذلك لم يخل زمان من منكرى سنته صلى الله عليه وسلم مع زعمهم بأنهم مسلمون مؤمنون برسالته، وهذا مثار للعجب، إذ كيف يكونون مؤمنين برسالته ثم ينكرون سنته، ويرفضون اتباعه، ويصرون على عدم الأخذ عنه، والاحتكام إليه، والتسليم له ويقبلون على مخالفته فى كل ما قال وفعل وأقر؟


ويقول مزروعة فى كتابه: «لقد بدأت مسيرة إنكار السنة والشغب عليها على هيئة فردية فى حالات نادرة لا اعتبار بها، وكان ذلك فى حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما إنكار السنة على هيئة مؤثرة، فكان ذلك على أيدى طوائف لها ذكرها فى التاريخ ؛ فقد بدأت على أيدى الخوارج والشيعة، ثم انضم إليهم طوائف من المتكلمين وبخاصة من المعتزلة الذين انتسب إليهم كثير من الزنادقة والفاسقين عن الملة .

ويتابع: مسيرة الضلال هذه ظلت تنتقل عبر التاريخ بطوائفها المختلفة وعلى مستوى الأمة المسلمة شرقاً وغرباً، حتى كانت نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، حيث نبتت نابتة سوء بين المسلمين فى بلاد الهند، بنشأة ما سمى بطائفة «القرآنيون» تلك الطائفة التى زعمت الاعتماد على القرآن وحده، وطرح السنة النبوية المطهرة، وأخذت تدعو إلى نحلتها بهمة ونشاط تحت رعاية الاستعمار الإنجليزي، ثم انتقلت من الهند إلى باكستان - بعد التقسيم - تحت مسمى «البرويزيين» .

وبداية هذه الكارثة انطلقت عندما خضعت شبه القارة الهندية للاحتلال الإنجليزي، فخضعت له الطوائف من الهندوس والبوذيين والجينيين. أما المسلمون الذين كانوا يمثلون قلة فى الهند فلم يستسلموا لهم ، وسبب المسلمون قلقاً وإزعاجاً بل مثلوا خطورة على سلطة الإنجليز، وقاموا بالثورات العديدة التى كان أشهرها ثورة مايو من العام 1857.
من كتابى "ضد الإسلام"..الطبعة الثانية

الجريدة الرسمية