رئيس التحرير
عصام كامل

الميليشيات تعنى"الحرب الأهلية"



فى تصريحات السفيرة الأمريكية باترسون قد رأت أن فكرة الميليشيات أو المقاومة الشعبية أمر" كارثى " وهى الحقيقة كذلك، حتى وإن لم تع هى ذلك من قريب أو بعيد، وما الذى ينطوى عليه مفهوم الكارثة بالنسبة لمصر وبالنسبة لكل وطنى غيور، قد يكون الانفلات الأمنى الذى حدث فى أعقاب ثورة يناير حدث وراءه أسباب ودوافع لم نعرفها بعد، ولكن قد كان على نحو غريب أو بمعنى أدق فهو قد غير بالفعل من مسار الثورة والتطورات والأحداث التى تبعت ذلك، كان ذلك معناه سقوط المؤسسة الأمنية التى تعد نقطة التماس أوالنقطة الحرجة فى أى دولة من حيث الحفاظ على أمنها وثباتها وأيضًا منع انتشار الفوضى ووقوع العديد من الجرائم أو ارتفاع معدل العنف فى المجتمع، والعنف المعروف عنه أنه يعمل وفقًا لنظرية" الفعل ورد الفعل " أى أن العنف يولد مزيدًا من العنف وأن كل عنف له رد فعل يتمثل فى عنف مضاد له فى الاتجاه ومن ثم فهو دائرة مفرغة إذا دخل فيها شعب قلما يعرف كيفية الخروج منها، وعندما يخرج منها يكون قد صار جثة هامدة، مشتتًا ومدمرًا وتسرى فيه روح الثأر المريرة، لذلك فإنه يعتبر بمثابة ضربه تضرب بها أى أمة أوشعب، وذلك من خلال مفهوم الطائفية أو شرذمة الشعب واختلافه مع غلق كل قنوات الحوار وعدم الإيمان بها أو عندما لا يصبح هناك وجود للحوار، رأينا كيف قضى العنف على العراق وليس قوات الغزو الأمريكى، وأن العراق قد انقسمت والطائفية العنيفة تقضى على ما تبقى منها وهى بمثابة النار الآكلة التى تأكل بعضها البعض، رأينا ذلك فى الصومال ورأيناه فى السودان ورأيناه فى ليبيا وتونس وأيضًا فى سوريا فى ذلك العنف المجنون ما بين المعارضة والجيش، رأينا ذلك السيناريو فى لبنان عندما أصبح لكل طائفة قواتها الخاصة بها، وكيف كان ذلك سببًا فى حرب أهلية ضارية استمرت لسنوات طويلة قوضت لبنان ومازالت الانقسامات والاختلافات تحركها وهى كالنار التى تحت الهشيم، لذلك فإن الحديث عن الميليشيات سوف يعنى تكرار هذه التجارب المأساوية، سوف يعنى تكسير مقومات الدولة وتصبح فرق متصارعة وعصابات مسلحة وعلينا أن ندرك أن الإعلان عن الاستعانة بالميليشيات كبديل للشرطة معناه بداية الطرح للانقسام المسلح وعودة لنموذج اللبننة فى مصر، ولاسيما وأننا قد رأينا بعض هذه التجمعات التى تستخدم العنف رأينا الألتراس بغض النظر عن الدوافع التى تحركه، رأينا جماعة "البلاك بلوك " وما روى حولها من أنها تتبع الكنيسة وذلك غير صحيح، ولكنها محاولة للبننة الوضع فى مصر ورأينا جماعة " الجرين إيجلز "، هذه الجماعات التى تستخدم العنف قد تكون قد ولدت من خلال الظروف ولكن الحديث عن الميليشيات لتصبح بمثابة القوة الموازية لخدمة النظام فى حالة تقاعس الشرطة هو بالفعل بداية الحرب الأهلية المنظمة فى مصر وهى بالفعل الكارثة والطامة الكبرى.







الجريدة الرسمية