حلول أزمة «الفقر المائي» بعد بناء سد النهضة.. «وزير الري» يقترح معالجة مياه الصرف وتحلية مياه البحر..«نور الدين» يرجح استخدام المياه المعالجة في الزراعة.. والقوصي معترضا:
مع اقتراب دخول مصر على فقر مائي، تتصاعد بعض الحلول من قبل المسئولين لإنهاء الأزمة واستغلال كافة الموارد المصرية لإيجاد بدائل توفر مياهًا للشرب والزراعة، وكان من أبرز تلك الحلول إعادة معالجة مياه الصرف الصحي لتكون صالحة للشرب والزراعة، وفي هذا التقرير تبرز "فيتو" مدى إمكانية استخدام مياه الصرف الصحي في الشرب والزراعة.
شرب مياه الصرف المعالجة
وفقا لتصريحات محمد عبدالعاطي، وزير الموارد المائية والري، أمس، عقب لقائه تاكيهيرو كاجاوا، سفير اليابان بالقاهرة، أكد أهمية الاستفادة من خبرة اليابان في عملية توفير الاستخدامات من خلال الخبرة التكنولوجية، بالإضافة للوسائل الأخرى غير التقليدية، مثل تحلية مياه البحر بجانب إعادة الاستخدام لمياه الصرف الزراعي والصحي المعالج، مشيرا إلى أن إعادة استخدام مياه الصرف كأحد الحلول القائمة لم تعد تقتصر على توفير مياه معالجة للزراعة، ولكن للشرب أيضا.
القطاع الزراعي والصناعي
يقول الدكتور "نادر نور الدين"، الخبير المائي والزراعي، إن القوانين الدولية للمياه في العالم تمنع استخدام المياه المعالجة للشرب في المنازل أو المطابخ أو الحمامات، نظرا لأن مصدرها مياه مجاري أو صرف صناعي بداخلها سموم، وبالتالي القانون الدولي للمياه يلزم الدول التي تعالج المياه باستخدامها فقط في القطاعين الزراعي والقطاع الصناعي وعدم استخدامها منزليا تحت كل الظروف.
وأضاف أن مياه الصرف الصحي المعالجة إن وصلت إلى أعلى مستوى في المعالجة لن تدخل أيضا في مراحل الشرب، وأن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لسنغافورة واليابان، وكان الهدف منها الاستفادة من التقنيات المتقدمة في هذه الدول، لمعالجة مياه المخلفات، وتوجيه هذه المياه للاستفادة في القطاع الزراعي والصناعي.
أضرار وسموم
وأكد الدكتور "جمال صيام"، أستاذ الزراعة بجامعة القاهرة، أن معالجة مياه الصرف الصحي تسمح بزراعة بعض المحاصيل الزراعية مثل الغابات وبعض أنواع الفاكهة، وكذلك بعض المحاصيل الغذائية، وليس كل أنواع الأشجار لأن بها سموم وأضرار، ويلزم لأن تكون مياه الصرف الصحي قابلة لزراعة جميع الغابات الشجرية وتكون صالحة للشرب، أن يكون هناك مراحل متقدمة من المعالجة كالسداسية أو السباعية.
تكلفة باهظة
وأشار الدكتور "ضياء القوصي"، خبير المياه ومستشار وزير الموارد المائية السابق، إلى أن سنغافورة وصلت إلى مراحل متقدمة في معالجة مياه الصرف الصحي، ولكن المتر الواحد من معالجة المياه يكلف 100 دولار للمعالجة، فإذا تمكنت مصر تطبيق التجربة سيكلفها مبالغ طائلة، فسيصل تكلفة معالجة المتر الواحد إلى 1000جنيه، منوهًا بأن مياه الصرف المعالجة تكون صالحة للزراعة وإطفاء الحرائق، واستخدامها لري أشجار الشارع.