معرض السلع في مدينة نصر..وباقي المحافظات؟!
مشكورة الحكومة تسعي لتخفيض الأسعار وهي جادة وصادقة لا شك..إلا أنها اختارت للمرة الثانية أن تشرف على معرض للسلع الأساسية في أرض المعارض بمدينة نصر.. كل المؤشرات تقول على المعرض كبير ورائع ومنظم بشكل جيد ولا ينقصه شيء.. لكن على الحكومة أن تعرف إن كانت لا تعرف أن مصر ليست القاهرة والقاهرة ليست مدينة نصر، ولا يصح القول إن أسعار السلع بالمعرض أوفر 30 % من السعر الموجود خارجه، أي أنه وبحسبة بسيطة لو أسرة أقل من متوسطة اشترت مثلا سلعا بـ 300 جنيه لتوفر 100 جنيه فكم سينفق رجل وزوجته للذهاب من الجيزة أو من حلوان أو من السيدة إلى مدينة نصر ثم العودة؟ هل المبلغ الذي سيتم توفيره يستحق أن يكون المقابل ساعات في المشوار، وساعات في الداخل لدفع الحساب، كما اشتكي بعضهم أمس وأقسم أنه ظل ساعات كي يدفع الحساب من زحام المواطنين؟!
الأخطر هو إحساس المواطنين خارج القاهرة حيث يتركون الآن فريسة لجشع الجشعين دون ردع حتى اللحظة حيث لم تزل الدولة تستخدم قوانين السوق للسيطرة على الأسعار، وهي قوانين رأسمالية لا تجدي في مجتمعات نامية مثل مصر..حيث تتطلب وعيا من المستهلك والتزاما بالقانون من التجار ونشاطا وصلاحيات واسعة وكبيرة من جمعيات حماية المستهلك وهي شروط غير موجودة في بلادنا..
فكرة المعرض جيدة ولكي تؤتي ثمارها عليها أن تتم في كل محافظات مصر، ويتم فك المعرض الواحد في المحافظة الواحدة إلى عدة أسواق تكون قريبة من المستهلكين ولا يستأثر بها سكان منطقة واحدة والمناطق القريبة منها.. الفكرة جيدة ولكي تؤتي ثمارها يجب أن نضمن توفير الأسرة فعلا لفرق السعر مع ضمان انتقال كريم من البيت إلى المعرض، والعكس وليس ذهابهم وعودتهم في بهدلة مواصلات لا ترحم، ترهق الجهد وتستنفد الوقت، حيث إنه عندئذ يتأكد عندهم الفارق الطبقي بينهم وبين آخرين لا يذوقون المرار من أجل توفير سلع مناسبة..العبرة هو أن ينتقل الإحساس إلى الناس بأن هناك من يحترم آدميتهم، وأن معارض السلع هي في الأساس لمنع بهدلة المصريين لا من جبروت الجشع ولا من قسوة الحكومات عليهم..
ارحموا الناس..إنهم ـ فقط ـ يريدون أن يعيشوا مستورين، بل ومنهم من يرغب في أن يعيش فقط فامنحوهم الستر!