وقاحة نتنياهو!
قبل أيام وفي مواجهة "الهيصة" الكبيرة التي تناولت كلام الرئيس السيسي في افتتاح محطة كهرباء أسيوط، عن السلام بين الأشقاء الفلسطينيين والعدو الإسرائيلي، قلنا حيثيات وأسباب المبادرة والتي امتدت من التنسيق المصري الفرنسي إلى الرغبة في حصار وإحراج إسرائيل، إلى إعلان حماس قبل المبادرة بيوم بامتلاكها أدلة على تخطيط حركة "فتح" لاغتيال مسئولين مصريين كبار، وقلنا إن المبادرة أرادت إبطال "فتنة" حماس بين السيسي وأبو مازن، وتوقعنا في سطور المقال بعدم استجابة إسرائيل للمبادرة، وقلنا إن إسرائيل لا تعرف إلا لغة القوة، وإنها غير موجودة الآن، وخصومها لا يملكون أي أوراق، وخصوصًا بعد "تدجين" حماس، وقلنا أيضًا إن السيسي يعلم بعدم الاستجابه لمبادرته، وقلنا إن المسألة ليست إلا مباراة في السياسة، لأنه رئيس يمارس السياسة وفقًا لمسئولياته وليس الهتاف والحنجورية!
اليوم استيقظ العالم على تأكيد ما تسرب قبل أيام من توقيع اتفاق في إسرائيل يقضي بانضمام حزب "إسرائيل بيتنا" المتطرف إلى الحكومة الإسرائيلية، وبالتالي سيصبح الإرهابي المتطرف "إفيجدور ليبرمان" وزيرًا للدفاع، وهو ما يتيح له إدارة الأراضي المحتلة، وربما ملف التعامل الشامل مع الفلسطينيين، وهو ما يعني انتظار تصعيد شامل وليس سلامًا "دافئًا" كما سخر البعض في "هيافة" في التناول والتحليل، لا مثيل لهما، تبرز عشوائية وسطحية واستخفافًا في تفكير بعض العقول.
الآن وبعد الرد الصهيوني الوقح، وهو بالمناسبة وقح في توقيته وليس في مضمونه، حيث إن مضمون السياسة الإسرائيلية عمومًا هو الوقاحة، سيبدأ فصل جديد في المنطقة سيدفع إلى مزيد من التصعيد، ومزيد من التصعيد يعني مزيدًا من العنف، ومزيدًا من العنف يعني مزيدًا من الإرهاب والتطرف، وأيضًا العودة إلى فكرة الوطن البديل وترحيل الأشقاء الفلسطينيين، وهو ما يستلزم الانتباه السريع واعتماد سياسات بديلة، وقبلها مزيد من التوحد العربي وهو ما يعني ضرورة إطفاء نار الصراعات العربية المشتعلة حاليًا، فالقادم خطر على الأمة كلها، ونيرانه لن ترحم أحدًا.