"لزوم ما يلزم" دليل التعليل في التحليل
توقفت قليلاً عند فضائية تبث المصارعة الأمريكية بين أربع من بنات حواء. مطلق صفة الجنس اللطيف كان على نياته، فلو وقع تحت أقدامهن لجعلنه كدبكة الطين على سطوح لبنان.
لكن كيف خطر ببال الظبية الغضة الغضيضة الطرف، أن تهوي بالكراسي على الرأس، وأن ترفع أختها الغزالة ثم تطرحها أرضاً، وتطوّق جيدها وتعصره لتخنقها؟ بدا لي الجواب بسيطاً: ذلك بلد ديمقراطي يتساوى فيه الجنسان، فلم يكون هذا العنف رياضة حلالاً على الرجال، وحراماً على النساء؟ منهم تعلمن اللكم والركل.
لكن من أين استقى الرجال هذا العنف الذي أقحموه في ألوان الرياضة؟ أغلب الظن أنهم لفرط مشاهدة أفلام العنف والرعب، تقمصوا المشاهد فأصبحت وأمست هي الواقع في نظرهم. صار الآخر عدواً في عيونهم يجب تحطيمه وتهشيمه، لا تحييده وتهميشه. غدا هدف الفن هو أن يقضي المشاهدون وقتهم وهم يرتعدون، حتى إذا ناموا انتفضوا هلعاً.
لكن هذا التعليل، وإن كان منطقياً، غير كاف ولا شاف. ثمة خلفيات أبعد، وجذور أعمق . فمن أين استلهم الإنتاج السينمائي كل ذلك الرعب والعنف، حتى انتقل الإرعاب الإرهاب إلى أغلبية ألعاب الأطفال في البرمجيات والحواسيب؟
الجواب بسيط: الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة في كل القارات لم تقع قبل ظهور إنسان النياندرتال، حتى نقول إنه لا دليل مسجل على وقوعها. سلسلة طويلة، قبل اليابان وبعد فيتنام، إلى الأمس القريب في أفغانستان والعراق وليبيا واليمن، والآتي أعظم ولاشك.
وهذا الكلام سليم لكنه لا يشفي الغليل. فمن أين اكتسب المخططون الجدد في التاريخ الحديث، كل تلك الخطط التي تخلت عن الأساليب الكلاسيكية، وبلغت حد تلبيس المستهدف تهمة باطلة، في سبيل الغزو، ثم تركه بعد ذلك يأكل بعضه بعضاً . والملصق دائماً تحرير الشعوب وتحقيق الديمقراطية. وآخر الفنون هو حشد المرتزقة من كل أصقاع الأرض لجعل الحياة وردية وحمراء حمرة أزهار الجهنمية في عيون شعب ما .
الجواب أسهل من شربة ماء . يكفي النظر إلى من تبقى من الهنود الحمر. أما السبعون مليون بيسون فلا أحد يذكرها بخير أو شرّ .
لزوم مايلزم: عليّ في المستقبل عدم التوقف عند المصارعة الأمريكية النسائية . مشكلات لا ظبية لي فيها ولا بيسون .
-نقلاً عن الخليج الأمارتية-
لكن كيف خطر ببال الظبية الغضة الغضيضة الطرف، أن تهوي بالكراسي على الرأس، وأن ترفع أختها الغزالة ثم تطرحها أرضاً، وتطوّق جيدها وتعصره لتخنقها؟ بدا لي الجواب بسيطاً: ذلك بلد ديمقراطي يتساوى فيه الجنسان، فلم يكون هذا العنف رياضة حلالاً على الرجال، وحراماً على النساء؟ منهم تعلمن اللكم والركل.
لكن من أين استقى الرجال هذا العنف الذي أقحموه في ألوان الرياضة؟ أغلب الظن أنهم لفرط مشاهدة أفلام العنف والرعب، تقمصوا المشاهد فأصبحت وأمست هي الواقع في نظرهم. صار الآخر عدواً في عيونهم يجب تحطيمه وتهشيمه، لا تحييده وتهميشه. غدا هدف الفن هو أن يقضي المشاهدون وقتهم وهم يرتعدون، حتى إذا ناموا انتفضوا هلعاً.
لكن هذا التعليل، وإن كان منطقياً، غير كاف ولا شاف. ثمة خلفيات أبعد، وجذور أعمق . فمن أين استلهم الإنتاج السينمائي كل ذلك الرعب والعنف، حتى انتقل الإرعاب الإرهاب إلى أغلبية ألعاب الأطفال في البرمجيات والحواسيب؟
الجواب بسيط: الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة في كل القارات لم تقع قبل ظهور إنسان النياندرتال، حتى نقول إنه لا دليل مسجل على وقوعها. سلسلة طويلة، قبل اليابان وبعد فيتنام، إلى الأمس القريب في أفغانستان والعراق وليبيا واليمن، والآتي أعظم ولاشك.
وهذا الكلام سليم لكنه لا يشفي الغليل. فمن أين اكتسب المخططون الجدد في التاريخ الحديث، كل تلك الخطط التي تخلت عن الأساليب الكلاسيكية، وبلغت حد تلبيس المستهدف تهمة باطلة، في سبيل الغزو، ثم تركه بعد ذلك يأكل بعضه بعضاً . والملصق دائماً تحرير الشعوب وتحقيق الديمقراطية. وآخر الفنون هو حشد المرتزقة من كل أصقاع الأرض لجعل الحياة وردية وحمراء حمرة أزهار الجهنمية في عيون شعب ما .
الجواب أسهل من شربة ماء . يكفي النظر إلى من تبقى من الهنود الحمر. أما السبعون مليون بيسون فلا أحد يذكرها بخير أو شرّ .
لزوم مايلزم: عليّ في المستقبل عدم التوقف عند المصارعة الأمريكية النسائية . مشكلات لا ظبية لي فيها ولا بيسون .
-نقلاً عن الخليج الأمارتية-