رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى وفاة «أبو ضحكة جنان».. الجانب الآخر من حياة إسماعيل ياسين.. شديد الانفعال سريع الغضب.. خناقته في مجمع التحرير لمنع سفر ابنه الأشهر.. والفنان يتشاجر مع زوجته لخلافهما على مستقبل طفلهم

الفنان إسماعيل ياسين
الفنان إسماعيل ياسين

"خفة دم وضحكة جنان" هكذا عُرف الفنان إسماعيل ياسين صاحب أسطورة الكوميديا في جيله، ولا يعلم الكثيرون أن وراء هذا الوجه الضحوك شخصية شديدة الانفعال وسريعة الغضب.


وقدم «أبو ضحكة جنان»، خلال عام واحد من مسيرته الفنية 15 فيلما سينمائيا، ومن أهم أفلامه «العتبة الخضراء، المليونير، ابن حميدو، إسماعيل يس بوليس سري، إسماعيل يس في الأسطول»، وغيرها من الأعمال الكوميدية البارزة، وفي ذكرى وفاته نستعرض مواقفه الانفعالية.

خناقة إسماعيل في مجمع التحرير
لم ينجب الفنان إسماعيل ياسين من زوجاته الثلاث سوى صبيا واحدا يدعى "ياسين إسماعيل ياسين"، من زوجته الثالثة فوزية عبد العال، لهذا كان شديد الحرص على ياسين، ويرافقه في كل مكان حتى أثناء السفر إلى الخارج.

في عام 1967، اضطر للسفر إلى بيروت، بعد إصابته بمرض النقرس، ولكنه واجه العديد من المشكلات قبل سفره، منها منع ابنه من السفر، ووفقا للنظام المصري السائد أنذاك، كانت مغادرة البلاد مشروطة بالحصول على تأشيرة خروج من مصلحة الجوازات، ولهذا ذهب إسماعيل إلى مصلحة الجوازات بمجمع التحرير، وتم التصديق على سفره مع زوجته وأختها وابنتها ميرفت، إلا أن الحظ لم يحالف ابنه ياسين ورفض التصديق على خروجه.

وعندما سأل إسماعيل عن السبب أجابه الموظف "هناك تعبئة عامة في القوات المسلحة المصرية، وممنوع خروجه"، فقال له إسماعيل: "إنه ابني الوحيد وهذه هي المستندات التي تثبت أنني ليس عندي أولاد غيره، والقانون يعفي الابن الوحيد من التجنيد"، ليرد الموظف قائلا: "طيب ما أنت ممكن تنجب أولادًا آخرين مستقبلًا، وبهذا لا يكون ابنك الوحيد".

في بادئ الأمر ضحك إسماعيل ورد بقوله: "يا عم ده أنا جبت ياسين بالعافية"، فأجابه الموظف "ابنك مش هيغادر ما دمت قادرا على إنجاب غيره"، الأمر الذي أثار غضب إسماعيل ليصرخ بأعلى صوته في مجمع التحرير قائلا: "أنت عارف منين إني قادر على الإنجاب تاني؟! يا عم أنا عندي ضعف جنسي، يعني لازم أخلع هدومي علشان تصدق إني غير قادر على الإنجاب».

جذب صوت إسماعيل ياسين مسمع اللواء أحمد مخلوف، مدير الجوازات، ليخرج من مكتبه، واستقبل إسماعيل في مكتبه وهدأ من روعه، وأصدر أمر بختم جواز سفر ياسين، وسافر الفنان برفقة زوجته وابنه.

خناقة إسماعيل وزوجته
وخاض الفنان الضاحك خناقة أخرى مع زوجته بسبب مستقبل ابنه ياسين.

فوفقا لمذاكرات إسماعيل ياسين التي تحمل عنوان "يوميات يوم الأحد"، روى إسماعيل تفاصيل خناقته مع زوجته فقال: "يوم الأحد هو راحتي الأسبوعية، وعادتي أن أتصل كل أحد بالسويس تليفونيًا لأقبل يدي والدي سماعيًا، ثم أتفرغ لولدي الحبيب ياسين وأملا عيني برؤياه، واليوم امتلأت عيني به وهو يحاول أن يقلدني يلوي وجهه ويمط شفتيه ويلخبط وجهه المسمسم، هل الواد ناوي يطلع فنان لا لا يمكن إنه لم يصهر كأبيه حتى يصبح فنانًا".

وأضاف: "أنني أتذكر أن ياسين إذا أراد النوم في اللفة أسدلت الستائر، وسكت الخدم، بل وسكت فمي عن الحديث وتحول حديث والدته اللي همس وهس هس، ياسين نايم، أين هذا مما لقيت أنا حتى أصبحت كما أنا اليوم، أسير في سبيلي على التوفيق الذي أنشده حتى أدرك النجاح الذي ابتغيه وأقفز على المجد الذي أرجوه، لقد كنت أنام ووابور الزلط يدك أرض الشارع الذي تطل عليه المنضرة التي (أنخمد) فيها، وكان الجيران لا يهدأ لهم حس إن لم يكن الجار مشتبكًا في المشاجرة مع الجار الآخر، فهو في عزال من أوضة إلى أوضة أو من شقة إلى شقة، أو زوجته ترضي الأسياد بالزار لا ياسين لن يكون فنانا".

وتابع: «ناديت أم ياسين وقولت لها ياسين لازم يكون دكتور فقالت دكتور إيه فقلت لها دكتور نسا، لترد هي قائلة خليه دكتور أطفال معلهش، أنا بقولك دكتور نسا»، وأنا بقولك دكتور أطفال، وكلمة منها وكلمة مني قامت خناقة، وكان هذا يوم راحتي، تشاجرنا على مستقبل طفل لم يبلغ من العمر سوا خمسة أعوام، كانت خناقة لذيذة، كم يوم أحد سينقضي حتى أراه دكتورا، دكتور أطفال يارب أنت صاحب الأمر فألطف بي ووجه ولدي إلى ما فيه الخير، إنك أرحم الأرحمين وكفايا اللي شافه أبوه في دنياه».
الجريدة الرسمية