السمنة أخطر من السرطان
تابعت عن كثب فعاليات مؤتمر بعنوان "الأسلوب العلمى للتعامل مع السمنة" ورغم سوء تنظيم المؤتمر وإدارته حيث إنك خلال يومين وهى أيام دوراته لا تشعر إذا كان مؤتمرا علميا طبيا أو للعلاج الطبيعى أو مؤتمرا عاما تجاريا أو هو مؤتمر لتكريم شخصيات بعينها ولكنى تابعته، حيث إنه كانت هناك شخصيات علمية على مستوى عالٍ من الخبرة والعلم في مجال السمنة من كل التخصصات الطبية، حيث استنتجت من خلال المحاضرات العلمية الراقية أن مرض السمنة هو أخطر من السرطان، حيث إنه سبب مجموعة كبيرة من الأمراض التي تصاحبه منها السكري والضغظ وهشاشة العظام وغيرها الكثير والتي تؤدي في النهاية إلى السرطان..
ولكن كل هذا معروف لكثير من الناس، ولكن غير المعروف هي أسبابه الفعلية والتي تختلف من شخص لآخر، فقد عرضت الدكتورة شيرين عبد الغفار طه، أستاذ طب الأطفال بكلية الطب جامعة القاهرة واستشارى السكري والغدد الصماء، بعض النماذج عن أسباب مرض السمنة من خلال ممارستها الطبية وكيف يتحول طفل خلال شهر من طفل عادى إلى مريض سمنة وأوضحت أسبابًا كثيرة جدًا أهمها أنه يجب عند علاج السمنة للأطفال أو للبالغين أن يطلب الطبيب المعالج من المريض تحاليل كثيرة ودراسة تاريخ المرض وهل هو وراثى أو ماذا؟
فمن ضمن الأشياء التي لفتت انتباهى أن هناك علاقة بين مرض الربو والسمنة، حيث إن كثيرًا من الأطفال يعالجون بعقار الكورتيزون ويكون هو سبب السمنة المفاجئة والأخطر هو عندما يقرر المريض التوقف عن تعاطيه هذا العقار فجأة تحدث الوفاة لأسباب عديدة منها الجلطة thrombosis ولكن يجب أن يكف المريض عن تعاطى هذا العقار بالتدريج وتحت إشراف طبيب.
وأوضح بعض الأساتذة في العلاج الطبيعى مميزات وخطورة ما يسمى Gravitation وهى عملية الضغط على مواضع تجمع الدهون تحت الجلد لإذابتها وهى العملية تأتى بنتيجة فعالة جدًا للتخلص من الدهون المتجمعة في مناطق معينة يصعب التخلص منها بالنظام الغذائى المعتاد وتحتاج إلى تمارين رياضية شاقة، ولكن أوضح أطباء آخرون مأخذهم على هذه الطريقة، حيث إن الدهون المذابة يجب أن تخرج خارج الجسم، ولكن فقط نسبة 25% من هذه الدهون معروفة أين خرجت ولكن هناك 75% لم يعرف أين تجمعت داخل الجسم ويعزى بعض الأطباء أنها ربما تتراكم هذه الدهون في المخ مسببة جلطة دماغية على المدى البعيد أو وفاة لأسباب غير معروفة وتشخص وقتها كعرض ولكن ربما يكون السبب الأساسى هي نفسها البقية هذه الدهون المذابة وذلك ينصح الأطباء بمتابعة مستمرة لمريض السمنة من قبل الطبيب المعالج مدى حياته حتى لو تخلص نهائيًا من دهونه وأصبح إنسانًا عاديًا ذا وزن مثالى.
وقد لخص الدكتور وسيم السيسي كلمته بتاريخ السمنة عند قدماء المصريين وقال إن السمنة مثل علاج التدخين فالمدخن نمنعه من التدخين بأخذ السيجارة من يده لا بقطعها أي ابحثوا عن سبب السمنة الرئيسى لأن كل شخص له جسم مختلف عن الآخر وما يصلح لشخص ليس بالشرط أن يصلح للآخر، وأتوجه بالشكر لكل من أدلى بدلوه العلمى في هذا المؤتمر والذي لا أستطيع ذكر اسمه ونبذه عما قدمه حيث يحتاج هذا إلى مجلد لا مقالة.
وأختم المؤتمر بأهمية دور الإعلام الخطير من التحذير من السمنة وهذا بالطبع قديما عندما كان لدينا إعلام بيئى يهتم بالمواطن وليس له أغراض أخرى لا سياسية ولا غيرها هو إعلام لكى يعلم المواطن بفتح الياء وسكون العين.
مع أن المؤتمر لم يراع أهمية الإعلاميين الحاضرين المؤتمر ولا حرص على إعطائهم أهم توصياته، ولكن أتمنى أن يراعى هذا جيدًا في المؤتمرات القادمة وهى كلمة أوجهها لمنظمي المؤتمر الدكتور ماهر القبلاوى والدكتور حسين مشغل والدكتورة هايدى عشم... وفقكم الله.