الوزير وريجيني والحقراء!
وزير سابق قال ما يلي: "إن قضية مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني، آلمت المجتمع وأحدثت ضجة كبرى وسط الرأي العام، خاصة في ظل الغموض الذي لاحق مقتله، إلا أن الوزير السابق انتقد المعارضة والأحزاب التي صعّدت الأزمة بين القاهرة وروما، واصفًا استغلال الجماعات السياسية للحادثة بـ"الشيء المحزن للغاية" وشدد على أن الأحزاب المعارضة يجب ألا تخلط هذه القضية بالدعاية السياسيه"!
أضاف الوزير: "وسائل الإعلام أيضًا صنعت من الحادث الفردي قضية رأي عام موجة، مؤكدًا أن وسائل الإعلام أخطأت في ذلك، واصفًا الأمر بالمؤامرة، وقال: "يجب ألا تستجيب وسائل الإعلام لمؤامرات بعض المتطرفين والذين لا يعلمون حجم العلاقات التاريخية بين البلدين".
وأضاف الوزير السابق: "من وجهة نظري تم التعامل من قبل الطرفين بمستوى لا يليق، ولا يرقى إلى مستوى العلاقات التاريخية"، مشيرًا إلى أن أخطاء مصر في القضية تتمثل في تأخر نشر الحقيقة ومن الجانب الإيطالي كان في استغلاله سياسيًا، ويجب ألا يؤثر ذلك على علاقات بلدينا، خاصة أن الخطأ وارد في كل دول العالم، لذلك ليس من المقعول أن تتوقف العلاقات، ويجب ألا تتدخل الدول الأخرى، لأن هذا الأمر خاص بمصر وإيطاليا".
وتحدث متفائلاً وقال: "هناك تعاون وثيق بين القاهرة وروما، للحفاظ على أمن وسلامة منطقة البحر المتوسط"، مشددًا على أنه إذا فقد المجتمع الدولي سيطرته على الأوضاع في ليبيا سينتشر الإرهاب في كل بقاع البحر المتوسط، مشيرًا إلى أن أوروبا بدأت تعاني من ويلات الإرهاب، لافتًا إلى أن الحل يتمثل في توجيه التوعية للمجتمع بخطورة التنظيمات الإرهابية التي تستخدم الدين ستارًا لها، ولمنع تجنيد إرهابيين جدد، ويجب أيضًا أن تتخلى الدول الكبرى على صراعاتها في العالم والتي تُزيد من انتشار الإرهاب.
انتهت التصريحات ولم يتبق -عزيزي القارئ- إلا أن تعرف أن الوزير هو "جيان جويدو لولوني"، وزير الشئون البرلمانية الإيطالي السابق، وليس وزيرًا مصريًا، وتصريحاته كانت أمس، في زيارة وفد الدبلوماسية الشعبية لروما، وأن الأحزاب التي يقصدها هي الأحزاب الإيطالية، وأن وسائل الإعلام التي يقصدها هي وسائل الإعلام الإيطالية وأن جماعات المعارضة التي يقصدها هي المعارضة الإيطالية، رغم أنه مواطن إيطالي والضحية إيطالي أيضًا!
السؤال: ماذا سيقول "جيان لولوني" عن مصريين سعوا بشكل غريب ومريب ومدهش وبحماس منقطع النظير وبحجج واهية ومقرفة، لمحاولة إثبات التهمة على بلادهم وإفساد العلاقات المصرية الإيطالية التي يدافع عنها وهو الإيطالي بكل قوة؟ ها؟ ماذا سيقول عنهم؟ وبماذا سيصفهم؟
لكم أن تتخيلوا.. وقبلها يجب وينبغي أن تتخيلوا مدى حقارة البعض ممن يعيشون بيننا!