رغم الحزن.. نحن نبني
«الحي أبقى من الميت».. هكذا لخص المصريون القدماء حكمتهم الأساسية في الحياة.. إنها تتمثل في أن الحياة مستمرة وسوف تستمر رغم الكوارث والنكبات والأزمات وفقدان الأحبة والأهل والأصدقاء.. ولذلك يتعين الاهتمام بالحياة وتحسينها أو الارتقاء بجودتها.
لذلك لم يكن مصادفة أن يتم افتتاح مشروعات جديدة على أرض مصر بعد بضعة أيام قليلة من حدوث كارثة سقوط طائرة مصر للطيران.. فكما أصرت شركة مصر للطيران على تسيير رحلاتها ما بين القاهرة وباريس كما اعتادت، رحلة كل يوم، فهكذا تستمر مصر في العمل والبناء والتنمية.
رغم الحزن الذي يعتصر القلوب فإن الحياة يجب أن تستمر، ويتعين الارتقاء بجودة هذه الحياة للمصريين.. ولعل ذلك هو أبلغ رد لمصر سواء على الشامتين في حادث الطائرة المصرية، الذين يترقبون بكل حادث شيئا ليظهروا شماتتهم فينا، أو على الذين يقومون -بقصد أو غير قصد- بتشويهنا والإساءة إلينا كما تفعل جهات إعلامية خاصة في الخارج مستغلة حادث سقوط الطائرة المصرية، رغم أن الطائرة أقلعت من مطار غير مصرى، وهو مطار "شارل ديجول" في باريس، ورغم أن قائدها ومساعده كانا يتمتعان رحمة الله عليهما بخبرة كبيرة، ورغم أيضا أن التحقيقات في حادث سقوط الطائرة لم ينته بعد، بل لعله لن يبدأ بداية حقيقية إلا بعد العثور على الصندوقين الخاصين بهما.
فلنحزن ونغضب وننفعل، ولكن لا ننسى أن الحياة مستمرة وأن مصر تحتاج جهدًا كبيرًا للارتقاء بحياتنا جميعًا فيها.. ولنتذكر أننا جمعيًا راحلون وأن مصر باقية بأبنائنا وأحفادنا.
