رئيس التحرير
عصام كامل

عودة نيرون


عندما قرر الإمبراطور نيرون حرق روما، نصحه «المستشارون» أن يبرئ نفسه، ويلحق التهمة بطائفة القوم آنذاك، سيتبعون رجلاً فى فلسطين، تم صلبه يدعى يسوع المسيح.. هؤلاء القوم يُدعون مسيحيين، ويتخذون من السمكة شعاراً لهم، يضمونه على أبواب منازلهم.. فعلا تم القبض على المسيحيين وقتلهم بإطلاق الأسود والنمور عليهم فى ستاد روما، وقتلهم بالسيوف وصلبهم..


 تحضرنى تلك الصورة الآن للأسف، مع بعض ما يحدث حاليا مع الأقباط فى مصر، والأحداث والمواقف المتتالية من عدم اكتراث الدولة لحمايتهم، وحفظ أرواحهم، نذكر ما حدث عند قصر الاتحادية، حين خرجت مليونية من البشر مطالبة بإسقاط النظام، ادعى أحدهم أن ٧٠٪ منهم أقباط، وأن القتلى جميعهم من الإخوان، حتى المسيحى منهم.. كان ذلك بالطبع تحريضا صريحا للهجمة على خيام المعتصمين من الشباب وتنكيل الإخوان بهم.

أيضا فى إحدى مظاهرات الشعب فى الإسكندرية، أمام جامع القائد إبراهيم، بعد صلاة الجمعة، ادعى أحد قادة الجماعة بأن أغلبهم أقباط، حتى شباب «بلاك بوك» نسبوهم للأقباط، وأكدوا أنهم يتدربون فى لبنان، ولزيادة الشحن والتحريض ضد الأقباط، يدعى أيضا أحدهم أن هؤلاء أقباط يتم تدريبهم وتسليحهم فى الأديرة على يد ضابط فى الموساد الإسرائيلى، هذا مع إحساس المواطن القبطى أن حكام مصر هذه الأيام.. المواطن المصرى الذى يدين بالمسيحية.. كما حدث فى ليبيا، وما يحدث من حرق للكنائس.
الجريدة الرسمية