رئيس التحرير
عصام كامل

«فينسيان» ونقابة الصحفيين والمؤامرة على مصر!


قالتها عالية مدوية قوية في وجه الشر وقوي الشر وإعلام الشر..لا..لن أزيف الحقيقة ولن أقول إلا الحق، ولن أنقل إلا ما أراه..هكذا تحدثت "فينيسيان جاكيت " مراسلة صحيفة " لا سوار " الفرنسية التي طلبوا منها في إدارة الصحيفة أن ترسل من القاهرة أحزان وأوجاع ومشاهد بكاء ودموع أهالي ضحايا الطائرة المصرية التي سقطت في المتوسط وأن تحمل مصر المسئولية..إلا أن ضميرها الحي اليقظ رفض.. لم تبال بردود الأفعال، وما يمكن أن يجري لها بل ولم تتفاخر أو تتباهي بما فعلت، ولم يعرف أحد في مصر شيئا عما جري إلا بعد فصلها من عملها فعلا، وكتبت أمس الجمعة على صفحتها الشخصية على فيس بوك ما يلي:

"اعتبارًا من اليوم لم أعد مراسلة جريدة " Le Soir " بالقاهرة بالأمس، وعقب اختفاء طائرة مصر للطيران بين باريس والقاهرة، طُلب مني ألا أقدم مقالا عن الوقائع، والتركيز بدلًا من ذلك على حزن عائلات الضحايا والكلام عن توجيه الاتهام إلى الأمان في شركة الطيران المصرية فرفضت..رفضت ذلك قائلةً إنني لم أستطع لقاء الأهالي (رفضوا الحديث مع الإعلام) وبما إن سبب الحادث غير معروف (ليس لدينا حتى مؤشرات) لم أكن أستطيع توجيه الاتهام ولا حتى التلميح بمسئولية مصر للطيران عن الحادث"
وأضافت: "واليوم يشكرونني ويخبرونني إني لم أعد على قوة العمل في هذا الوقت الذي يتهم فيه الناس الصحفيين بالكذب بالمبالغة بالتزييف بالتغطية على المسئولين.. باختصار لا يثقون فيهم قررت أن أقول (لا) قررت ألا أستسلم لصحافة التلاعب بالمشاعر ولتجاهل صحافة المعلومة وأخلاقياتها من أجل مرتب هزلي" !

انتهت صرخة " فينيسيان" وكنا نتصور أن تكون نقابة الصحفيين أول من يخاطبها ويتضامن معها ليس من باب التضامن مع من تضامن مع مصر فحسب، بل وأيضا للتضامن مع صحفية شريفة ضربت المثل في النزاهة والمسئولية..وكنا نتصور أن يكون التضامن الثاني معها من الهيئة العامة للاستعلامات الجهة المسئولة بشكل مباشر ورئيسي في التعامل مع المراسلين الأجانب وهي الجهة التي تمنحهم تراخيص العمل في مصر وتتعامل معهم إلا أن هذه الهيئة كلها نعتبرها من الأصل خارج الخدمة منذ زمن!

الآن يجب أن نسأل الأسئلة المهمة: كم مراسل في مصر لصحف وفضائيات أجنبية خضع لتوجيهات مماثلة؟ وإن كانت صحيفة في دولة صديقة بل وحليفة مثل فرنسا يحدث منها هكذا.. فماذا يحدث من صحف وفضائيات دول تقف من مصر موقفا عدائيا أو على الأقل لا ترتاح لما يجري في بلادنا؟! وهل سيكرم أحد في مصر الصحفية الشريفة؟ هل سيوفرون لها عملا بديلا يوفر لها الرزق الحلال، ويعطي الانطباع الحقيقي عن كرم المصريين بل وغضبهم مما جري؟ وهل ستقوم النقابة بالشكوي إلى نقابة الصحفيين الفرنسية وغيرها من منظمات الصحفيين في العالم ؟ ام أن النقابة لا تري حتى اللحظة أن شيئا ضد الحريات وضد المهنة كلها قد جري ؟!

يجب أن تكون " فينيسيان "-يا سادة-ضيفة على كل وسائل الإعلام المقروء والمرئي والمسموع في مصر، بل وعلي منتدياتها وأحزابها وجمعياتها، وخصوصا النسائي منها..ليس لتسجيل الجريمة إنما -الأهم-لتشعر في هذه اللحظة بأصالة ودفء مشاعر الشعب الذى أبت أن تتآمر عليه..

الجريدة الرسمية