رئيس التحرير
عصام كامل

حادث الطائرة..ياما دقت على الراس طبول يامصر!


عندما سقطت الطائرة الروسية في مصر، بعدها بأقل من نصف ساعة خرجت الاتهامات والإدانات ليس للحادث، ولكن لضعف الإجراءات الأمنية في شرم الشيخ، وأنه عمل إرهابى، وأنه..وأنه..إلخ وطالبنا الجميع بمراجعة إجراءات الأمن في مطاراتنا، وقررت العديد من الدول وقف رحلاتها إلى مصر عامة والمناطق السياحية خاصة.


تعاملت مع رجل الأعمال نجيب ساويرس لمدة تقترب من الأربع سنوات، أثناء العضوية المشتركة للمجلس القومى للشباب، وكل من يعرفه سيدرك أنه يتمتع بصفتين مميزتين الأولى سرعة رد الفعل لدرجة أنها قد تربك الطرف الثانى، الصفة الثانية روح الدعابة الشديدة التي قد تجعل بعض إجاباته خليطا بين الجد والسخرية المثيرة للابتسام، وقد أعجبنى جدا رد فعله على حادث الطائرة المصرية، مطالبا بمراجعة إجراءات الأمن والسلامة في مطار شارل ديجول!

ويكمل ويتساءل اللواء حمدى البطران في اليوم التالى للحادث "هل نحن قادرون، إعلاميا وسياسيا، على توجيه الأخطاء إلى سلطات مطار شارل ديجول بباريس..أم سنظل نتلقى تبعات أخطاء غيرنا؟"

والحقيقة شعرت في العيون بحالة من الحزن، ولكن الأهم القلق الشديد مما حدث، ولكن يتملكنى حالة من الشعور الغريب والمدهش، وهو الاطمئنان على مصر بالرغم من تآمر الأعداء..وخيانة الأبناء! وسأظل أغنى وأردد كلمات العبقرى أحمد فؤاد نجم": مصر يامه يا بهية..يام طرحة وجلابية..الزمن شاب وانت شابة..هو رايح وانت جاية جاية فوق الصعب ماشية..فات عليك ليل ومية..واحتمالك هو هو..وابتسامتك هي هي..تضحكى للصبح يصبح..بعد ليله ومغربية..تطلع الشمس تلاقيك...معجبانية وصبية...يابهية..!!

وما كتبت هذه الكلمات إلا وجدت الصديق العزيز د. سيد الوكيل كتب على صفحته: أكيد أنا حزين على ماحدث للطائرة المصرية زي كل المصريين اللي بجد، بس مش خايف ولا حتى منزعج، كل ده عادي في تاريخ الأمم الكبيرة، مش نهاية العالم يا أخواننا، يعني الموضوع لا يستحق شماتة ولا ذعر.

ويضيف د. سيد الوكيل:عندما كنت طالبا، أديت دور الموسيقار حمدي في مسرحية" أغنية على الممر-الدور الذي قام به الفنان أحمد مرعى في الفيلم -للرائع على سالم، كنا بعد النكسة بسنتين تقريبا وقبل حرب أكتوبر طبعا، شخصية حمدي كانت شخصية رهيفة رومانسية وبطبيعة الحال حزينة وشجية، وكان يشعر بالخوف والجزع على مصر من الهزيمة والضياع، وكانت الفصيلة محاصرة في خندق صغير، وميكروفون الصهاينة يطالبهم بتسليم أنفسهم، لكن رقيب الفصيلة -الدور الذي قام به الفنان العبقرى محمود مرسي في الفيلم- قرر الصمود والمواجهة بدلا من الاستسلام، وردد جملة مازالت ترن في أذني: ياما دقت على الراس طبول يامصر. فرددت وراءه، فعلا ياما دقت على الراس طبول يامصر!! يظهر إني عشت الدور ولسه بعيشه، ولسه بردده لغاية دلوقت كل ما تحصل أزمة:  ياما دقت على الراس طبول يامصر..
مصر...مصر...تحيا مصر.
الجريدة الرسمية