رئيس التحرير
عصام كامل

ليتنى كنت خروفًا!


لست أدرى لماذا يهاجم الليبراليون والثوريون الإخوان ويصفونهم بالخرفان، وفى ذات الوقت تثور ثائرة الإخوان لوصفهم بالخرفان؟
الخروف – يا سادة، أو بحليب- مذكور فى القرآن الكريم {وفديناه بذبح عظيم}، وكما تعلمون أن الله افتدى نبى الله إسماعيل بالكبش بعد أن رضخ إسماعيل لأمر الله ومشيئته عندما أمر الله نبيه إبراهيم بذبح ولده.


كما أن ذبح الهَدْى من مناسك الحج، وقد ذكر الله "الهدى" فى آيات كثيرة، كما أن من العادات العربية الأصيلة ذبح الخروف لإكرام الضيف.
ويا سادة فالخروف له من الفوائد ما يفوق الحصر، فلحمه شهى, وفروته يصنع منها بيت الشعر – بفتح الشين – كبيت بدوى صحى للغاية, وحوافره يصنع منها الغراء الذى يلصق الأخشاب والجلود, وكراسى الحكم بالحكام إلى أن يتوفاهم الله أو تندلع الثورات عليهم.

والخرفان لهم رواتب شهرية ومزايا تفوق الوصف والحصر, فالبرسيم متاح لهم آناء الليل وأطراف النهار, والماء "السلسبيل" بلا توقف, وأيضا العلاج فى أرقى المستشفيات "البيطرية" مكفول لهم بحكم تخصص كبيرهم, ومتاح لهم أيضا العلاج على نفقة الدولة بالخارج, فالورق ورقنا والدفاتر دفاترنا والحظيرة تكذب ولا تتجمل.

ولا أدرى ما سبب "زعل" الإخوان حينما حمل المتظاهرون حزم البرسيم أمام مكتب الإرشاد فى المقطم, مع أن الأصل فى المحبة هو تبادل الهدايا بين الجميع, يعنى الثوار يهدون البرسيم ليرد الآخرون الهدية بعشرات من قنابل الغاز المسيلة للدموع وطلقات الخرطوش, وزيادة فى الكرم قد يمطرونهم بوابل من الرصاص الحى, لينال المتظاهرون الشهادة التى ليس بعدها منزلة.

الخروف؟ ما له الخروف؟ هوه العيد الكبير يكون له أى 30 لزمة من غير لحم الخروف؟
يا سلام على هبر لحم الخروف المسلوقة وهى تسبح برشاقة فى سلطانية الشوربة، ومعها طبق الفتة بالصلصة والخل والثوم، وزجاجة السفن أب مع هذه الوجبة الدسمة التى ترُمّ العظم .

ما له الخروف؟ هوه فيه أحلى من ريش الضانى, مسلوقة أو مشوية ومعها سلطة الطحينة؟
حتى الشعراء قالوا شعرًا فى الخروف, ألا تعرفون المتنبى الذى ألقى قصيدة على لسان الخروف :
النعجة والليل والبيداء تعرفنى.. والسبع يهرب منى خوفًا من القلم
فضلًا عن الشعر "الحلمنتيشى" الغزير فى مدح الخروف والخرفان والنعاج والتيوس.
إذا كان الخرفان يتمتعون بكل هذه المزايا, وقيل فيهم آلاف القصائد, فليتنى كنت خروفًا.. مااااااااااااااااااااااء !

الجريدة الرسمية